الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
مالك بن عبد الله الخزاعي. يعد في الكوفيين. صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا معه. وقيل: مالك بن عبيد الله. وقيل، ابن أبي عبيد الله. والأول أكثر. أنبأنا أبو الفرج الثقفي كتابه بإسناده عن ابن أبي عاصم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا مروان بن معاوية، عن منصور بن حيان، عن سليمان بن بشر الخزاعي، عن خاله مالك بن عبد الله قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما صليت خلف إمام قط أخف صلاة في المكتوبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه الثلاثة. مالك بن عبد الله. وقيل: ابن عبدة المعافري. من ساكني مصر. أنبأنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده إلى أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا عباس بن الوليد، حدثنا عبد الله بن يزيد. حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس، عن جعفر بن عبد الله، عن مالك بن عبد الله المعافري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود لا يكثر همك، ما يقدر يكن، وما ترزق يأتك. ورواه نافع بن يزيد، عن عياش بن عباس، عن عبيد الله بن مالك، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن خالد بن رافع. وقد ذكر في الخاء. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. مالك بن عبد الله الهلالي. روى الواقدي، عن كثير بن عبد الله المزني، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مالك الهلالي، عن أبيه قال قائل: يا رسول الله، من أصحاب الأعراف ? قال: قوم خرجوا في سبيل الله عز وجل بغير إذن آبائهم، فاستشهدوا، فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة. أخرجه الثلاثة. مالك، والد عبد الله، آخر. قاله أبو موسى وقال: أورده عبدان، بإسناده عن الحسن بن يحيى، عن الزهري، عن عبد الله بن مالك، عن أبيه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر منادياً فنادى: إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وإن الله عز وجل ليؤيد الإسلام بالرجل الفاجر. وقال: قال عبدان: هكذا قال، وإنما هو: عبد الله بن كعب بن مالك، نسب إلى جده. رواه سفيان بن حسين، عن الزهري كذلك. أخرجه أبو موسى. مالك بن عبدة الهمداني. له ذكر في كتاب زرعة بن سيف بن ذي يزن، الذي كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه بمعاذ بن عبد الله بن زيد، ومالك بن عبادة، وعقبة بن نمر لما أرسلهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. مالك بن عتاهية بن حرب بن سعد الكندي من أهل مصر. روى بكر بن إبراهيم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مخيس بن ظبيان، عن عبد الرحمن بن حسان، عن رجل من جذام، عن مالك بن عتاهية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لقيتم عشاراً فاقتلوه. ورواه يحيى بن القطان، عن ابن لهيعة مثله إسناداً ومتناً. ورواه محمد بن معاوية عن ابن لهيعة مثله. ورواه قتيبة عن ابن لهيعة، ولم يذكر مخيساً ولا عبد الرحمن بن حسان. أنبأنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا موسى بن داود، أنبأنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن حسان، عن مخيس بن ظبيان، عن رجل من جذام، عن مالك بن عتاهية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا لقيتم عشاراً فاقتلوه. فقد قدم في هذا الإسناد عبد الرحمن على مخيس. أخرجه الثلاثة. مالك بن عقبة- أو: عقبة بن مالك. هكذا ذكروه على الشك، له صحبة. روى عنه بشر بن عاصم. وقيل: الصحيح عقبة بن مالك. أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. مالك بن عمرو الأسدي، من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. قال ابن إسحاق تتابع المهاجرون إلى المدينة أرسالاً، وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم: مالك بن عمرو. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. مالك بن عمرو البلوي. أخرجه أبو موسى عن ابن شاهين في ترجمة سنبر. مالك بن عمرو التميمي. له ذكر فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من وفد تميم. أخرجه أبو عمر مختصراً. مالك بن عمرو بن ثابت الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، يكنى أبا حبة. هكذا ذكره أبو حاتم الرازي. أخرجه أبو عمر مختصراً، ويذكر في الكنى إن شاء الله تعالى. مالك بن عمرو الرؤاسي. روى عنه طارق بن علقمة. أخرجه أبو عمر وقال: أظنه مالك بن عمرو الكلابي، الذي روى عنه زرارة بن أوفى لأن رؤاساً هو ابن كلاب، وقد ذكرنا الاختلاف في ذلك في مالك العقيلي. مالك بن عمرو السلمي. حليف بني عبد شمس. شهد بدراً هو وأخواه ثقف ومدلج ابنا عمرو. وقتل مالك بن عمرو يوم اليمامة شهيداً. وقال ابن إسحاق: شهد بدراً من حلفاء بني عبد شمس: مالك بن عمرو، وأخواه مدلج وكثير ابنا عمرو. أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: مالك بن عمرو أخو ثقف بن عمرو، وهم من بني حجر إلى بني سليم. وأما أبو عمر فقال: إنه سلمي، حليف بني عبد شمس. وقد ذكرنا في ثقف أنه أسدي أو أسلمي، ولم يذكروا هناك أنه أسلمي، فلينظر ويحقق. وقد ذكره ابن الكلبي فقال: مالك، وثقف، وصفوان بنو عمرو، من بني حجر بن عياذ بن يشكر بن عدوان. شهدوا بدراً، وهم حلفاء بني غنم بن دودان بن أسد. فعلى هذا يكون نسبهم في عدوان أو سليم، ويكون حلفهم في بني غنم بن دودان بن أسد، وبنو غنم هم حلفاء بني عبد شمس. فمن قال أسدي فلحلفهم فيهم، ومن جعلهم حلفاء عبد شمس، فلأن حلفاءهم بنو غنم هم حلفاء بني عبد شمس، والله أعلم. مالك بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول- وهو عامر بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري. مات يوم الجمعة، اليوم الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحد، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لبس لأمته، ثم خرج إلى أُحد. أخرجه أبو عمر. مالك بن عمرو القشيري. وقيل: الكلابي. وقيل: العقيلي. وقيل: الأنصاري. مختلف فيه، فقيل: مالك بن عمرو. وقيل: عمرو بن مالك. وقيل: أُبي بن مالك. وقيل: مالك بن الحارث، تقدم ذكره. روى علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن مالك بن عمرو القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أعتق رقبةً مؤمنةً، فهي فداوه من النار، عظم من عظام محرره بعظم من عظامه. انفرد بحديثه علي بن زيد، عن زرارة، عن مالك بن عمرو، على حسب ما ذكرنا من الاختلاف فيه. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: من ضم يتيماً من أبوين مسلمين، وقد تقدم. وقد جعل البخاري مالك بن عمرو العقيلي غير مالك بن عمرو القشيري. وقال أبو حاتم: هما واحد. وقال أبو أحمد العسكري في ترجمة أبي صخر العقيلي، قال: قيل: إنه مالك بن عمرو العقيلي. فرق البخاري بينهما، ويرد الكلام عليه هناك. أخرجه الثلاثة. مالك بن عمير الحنفي. كوفي، أدرك الجاهلية، ولا نعرف له رؤية ولا صحبة. روى سفيان الثوري، عن إسماعيل بن سميع الحنفي، عن مالك بن عمير- قال سفيان: وكان قد أدرك الجاهلية- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني سمعت أبي يقول لك قولاً قبيحاً، فقتلته ? قال: فلم يشق ذلك عليه. قال: وجاءه رجل آخر فقال: يا رسول الله، إني سمعت أبي يقول لك قولاً قبيحاً، فلم أقتله ? فلم يشق ذلك عليه. أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن علي. مالك بن عمرو بن مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي. أورده أبو حفص بن شاهين، وهو الذي تقدم: مالك بن برهة. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة فصاحوا عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا الصوت ? قيل: وفد بني العنبر. فقال: ليدخلوا ويسكتوا فقالوا: ننتظر سيدنا وردان بن مخرم، وكان القوم تعجلوا وبقي وردان في رحالهم يجمعها- فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هم ينتظرون رجلاً منهم، لم يكذب قط. وجاء وردان فأتى باب النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن، فأذن له وللوفد، فدخلوا وأتى عيينة بن حصن بسبي بلعنبر، فقالوا: يا رسول الله، قد جئنا مسلمين، فمالنا سبينا ?! فقال عيينة بن حصن: لا يفلت رجل منكم حتى يرى الخنفساء يحسبها تمرة ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني تميم. أعتق منكم ثلثاً، وأهب لكم ثلثاً، وآخذ ثلثاً. فكلم الأقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبي، فقال: الفرزدق يفخر بمقام عيينة بن حصن: الطويل له أطلق الأسرى التي في قيودها ** مغلّلةً، أعناقها في الـشّـكـائم أخرجه أبو موسى. مالك بن عمير السلمي. شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وحنيناً، والطائف. وعداده في أهل المدينة. حديثه أنه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح، وحنيناً، والطائف، فقلت: يا رسول الله، إني امرؤ شاعر، فأقتني في الشعر. فقال: لأن يمتلئ ما بين لبتك إلى عانتك قيحاً، خير لك من أن يمتلئ شعراً. أخرجه الثلاثة. مالك بن عميرة، أبو صفوان. أورده عبدان وابن شاهين وغيرهما. وقيل فيه: مالك بن عمير، والأول أكثر. وقيل: إنه أسدي، وقيل: هو من عبد القيس، قد اختلف في اسمه. أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت أبا صفوان مالك بن عمير الأسدي- وقال محمد بن جعفر: عميرة- يقول: قدمت مكة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، فاشترى مني رجل سراويل فأرجح لي. ورواه ابن مهدي، عن شعبة فقال: مالك بن عميرة. وقال سفيان: عن سماك بن حرب عن سويد بن قيس، ولم يكنه. وقال عمرو بن حكام ويحيى بن أبي طالب: عن يزيد بن شعبة، فقالا: ابن عميرة. أخرجه الثلاثة. مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار. شهد بدراً. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً. أخرجه أبو عمر مختصراً. مالك بن عوف الأشجعي. وقيل: أبو عوف. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا والدي بقراءتي عليه، أخبرنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا علي بن محمد الفقيه، حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، حدثنا عبد الله بن الوليد، عن محمد بن إسحاق- مولى آل قيس بن مخرمة- قال: جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أُسر ابني عوف ? فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسل إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فأتاه الرسول فقال له ذلك، فأكب عوف يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكانوا قد شدوه بالقد، فسقط القد عنه، فخرج، فإذا هو بناقة لهم فركبها، وأقبل فإذا بسرح القوم الذين كانوا أسروه، فصاح بها، فاتبع آخرها أولها، فلم يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب، فقال أبوه: عوف ورب الكعبة !. وذكر الحديث، وأنزل الله تعالى: وقال السدي: كان ابن لعوف بن مالك أسيراً. وقال سالم بن أبي الجعد: إن رجلاً من أشجع أسره العدو، فجاء أبوه. ولم يسمهما. وقال مسعر، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني فلان سرقوا غنمي. فقال: سل الله عز وجل. وقيل غيره. أخرجه أبو موسى. مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري، يكنى أبا علي. وهو الذي كان رئيس المشركين يوم حنين، لما انهزم المسلمون وعادت الهزيمة على المشركين. أنبأنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر بن عبد الله- وعمرو بن شعيب، والزهري، وعبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، وعبد الله بن المكرم بن عبد الرحمن الثقفي، عن حديث حنين حين سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وساروا إليه، فبعضهم يحدث بما لا يحدث به بعض، وقد اجتمع حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من فتح مكة، جمع مالك بن عوف النصري بني نصر وبني جشم وبني سعد بن بكر، وأوزاع من بني هلال، وناس من بني عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، وأوعبت معه ثقيف الأحلاف وبنو مالك، ثم سار بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأقبل مالك بن عوف فيمن معه. وقال للناس: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم، ثم شدوا شدة رجل واحد. ثم قال ابن إسحاق: حدثني عاصم، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر قال: فسبق مالك بن عوف إلى حنين، فأعدوا وتهيؤ في مضايق الوادي وأحنائه، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فانحط بهم الوادي في عماية الصبح، فثارت في وجوههم الخيل، فشدت عليهم، وانكفأ الناس منهزمين، وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين يقول: أيها الناس، أنا رسول الله ! أنا محمد بن بعد الله ! فلا شيء، وركبت الإبل بعضها بعضاً، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم رهط من أهل بيته ومن المهاجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: أصرخ: يا معشر الأنصار- يا أصحاب السمرة فأجابوه: لبيك لبيك- قال جابر: فما رجعت راجعة الناس إلا والأسارى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتفين، قيل: إن مالك بن عوف حمل على النبي صلى الله عليه وسلم على فرسه، واسمه محاج فلم يقدم به، ثم أراده فلم يقدم به أيضاً، فقال: الرجز ويطعن الطّعنة تهوي وتهـرّ ** لها من الجوف نجيعٌ منهمر
وثعلب العامل فيها منكسـر ** إذا أحز ألّت زمرٌ بعد زمر فلما انهزم المشركون يوم حنين، لحق مالك بالطائف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أتاني مالك مسلماً لرددت إليه أهله وماله. فبلغه ذلك، فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خرج من الجعرانة، فأسلم، فأعطاه أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل كما أعطى سائر المؤلفة، وكان معدوداً فيهم ثم حسن إسلامه، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه ومن قبائل قيس عيلان، وأمره بمغاورة ثقيف، ففعل وضيق عليهم، وقال حين أسلم: الكامل أوفى وأعطى للجزيل إذا أجتدي ** ومتى تشأ يخبرك عمّا في غـد ثم شهد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح دمشق الشام، وشهد القادسية أيضاً بالعراق مع سعد بن أبي وقاص. أخرجه الثلاثة. مالك بن أبي العيزار. له ذكر في حديث عائذ بن سعيد الخيبري، وقد تقدم. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- فقال: الخيبري وإنما هو الجسري، يعني بالجيم والسين، لا الخيبري. مالك بن قدامة بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. كذا نسبه أبو عمر. وقال ابن الكلبي: مالك بن قدامة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط. فجعل الحارث عوض عرفجة، وزاد مالك بن كعب، والباقي مثله. شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة وابن إسحاق والكلبي، وشهدها أخوه المنذر. وقد انقرض بنو السلم كلهم. أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: غنم بن سالم، بألف، وليس بشيء، والصحيح بغير ألف، وبكسر السين. مالك بن قطبة. روى عنه زياد بن علاقة. أخرجه أبو عمر مختصراً. مالك بن قهطم، ويقال: قحطم، بحاء. وهو والد أبي العشراء الدارمي. وقد اختلف في اسم أبي العشراء. وفي اسم أبيه، فقال البخاري: اسم أبي العشراء أسامة، واسم أبيه مالك بن قحطم، قاله أحمد بن حنبل. وقال بعضهم: اسمه عطارد بن بلز، قال: ويقال: يسار بن بلز بن مسعود بن خولي بن حرملة بن قتادة، من بني موله بن عبد الله بن فقيم بن دارم. نزل البصرة. هذا كله كلام البخاري في أبي العشراء. وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: اسم أبي العشراء أسامة بن مالك. قال أبو عمر: واسم أبي العشراء بلز من قهطم، وقيل: عطارد بن برز- بتحريك الراء وتسكينها أيضاً- وهو من بني دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم. هذا جميعه كلام أبي عمر. وقد نقل عن البخاري وأحمد بن حنبل غير ذلك. وبالجملة الاختلاف فيه كثير جداً. أنبأنا الخطيب عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي، أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا الحسن بن سلام، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا أبو العشراء، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما تكون الذكاة إلا في اللبة والحلق ? قال: لو طعنتها في فخذها لأجزأ عنك. قال عفان: وسمعت حماداً مرةً يقول: وأبيك لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك. لا يعرف لأبي العشراء عن أبيه غير هذا الحديث، تفرد به عنه حماد. ورواه الأئمة عنه مثل سفيان الثوري، وشعبة، وغيرهما. أخرجه الثلاثة. مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه عمرو بن مالك، فأسلما. أخرجه أبو عمر، وقال: فيه نظر. وقال هشام بن الكلبي: عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس، الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وحميد وجنيد ابنا عبد الرحمن بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد، كانا شريفين بخراسان، وليس بالكوفة من بني بجيد غير آل حميد، وسائرهم بالشام. فقد جعل هشام الصحبة لولده عمرو، والله أعلم. أخرجه أبو عمر. مالك بن قيس بن خيثمة. قال ابن شاهين: أبو خيثمة مالك بن قيس بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج، شهد أُحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتخلف عن الخزرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك عشرة أيام، ثم لحقه. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، أن أبا خيثمة أخا بني سالم رجع بعد مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني إلى تبوك- أياماً إلى أهله في يوم حار، فوجد امرأتين له في عريشين في حائط، قد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت له فيه ماء، وهيأت له فيه طعاماً. فلما دخل قام على باب العريش فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح والحر، وأبو خيثمة في ظل بارد، وماء بارد، وطعام مهنأ وامرأة حسناء، في ماله مقيم، ما هذا بالنصفة ! والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم. فهيئا لي زاداً ففعلتا، ثم خرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه بتبوك حين نزلها، فقال الناس: هذا راكب على الطريق مقبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن أبا خيثمة. قالوا: يا رسول الله، هو والله أبو خيثمة ! فلما أناخ أقبل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولى لك يا أبا خيثمة ! ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له بخير. وقيل: إنه الذي تصدق بالصاع من التمر فلمزه المنافقون، فأنزل الله تعالى: أخرجه أبو موسى. مالك بن قيس، أبو صرمة الأنصاري المازني، مشهور بكنيته، يعد في المدنيين. قال ابن منده: سماه ابن أبي خيثمة، عن أحمد بن حنبل. حديثه: من ضار ضار الله به. ويرد في الكنى أكثر من هذا إن شاء الله تعالى. مالك بن كعب الأنصاري، مختلف في اسمه، والصواب: كعب بن مالك. روى عبد الوهاب بن نجدة، عن الوليد بن مسلم، عن مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن عبد الله بن كعب، عن عمه مالك بن كعب قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الأحزاب، ونزل المدينة، نزع لأمته واستجمر واغتسل. كذا رواه ابن نجدة، عن الوليد فقال: مالك بن كعب. والصواب: كعب بن مالك. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. مالك بن مالك الجني. روى محمد بن خليفة الأسدي، عن الحسن بن محمد، عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس: حدثني بحديث تعجبني به. فقال: حدثني خريم بن فاتك الأسدي قال: خرجت في بغاء إبل لي، فأصبتها بأبرق العزاف، فعقلتها وتوسدت ذراع بكر منها، وذلك حدثان خرج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قلت: أعوذ بكبير هذا الوادي- وكذلك كانوا يفعلون- فإذا هاتف يهتف بي، ويقول: الرجز ووحّـد الـلـه ولا تـبـالـي ** ما هول ذي الجنّ من الأهوال وهي أكثر من هذا، فقلت: الرجز فقال: الرجز وسورٍ بعد مـفـصّـلات ** محرّماتٍ ومـحـلّـلات
يأمر بالصّوم وبالـصّـلاة ** ويزجر النّاس عن الهنات قال: قلت: من أنت ? يرحمك الله ! أنا مالك بن مالك، بعثني رسول الله على جن أهل نصيبين نجد. قال قلت: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه، لأتيته حتى أؤمن به. قال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله تعالى. فاعتقلت بعيراً منها، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة. فإني أنيخ راحلتي، إذا خرج إلي أبو ذر فقال لي: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل. فدخلت، فلما رآني قال: ما فعل الشيخ الذي ضمن أن يؤدي إبلك إلى أهلك ? أما إنه قد أداها إلى أهلك سالمة. فقلت: رحمه الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، رحمه الله. فأسلم، وحسن إسلامه. أخرجه أبو موسى. مالك بن مخلد. له ذكر في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زرعة بن ذي يزن. ذكره جعفر، أخرجه أبو موسى مختصراً. مالك بن مرارة الرهاوي. وقيل: ابن مرة. وقيل: ابن فزارة. والصحيح: مرارة. روى حميد بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده مالك بن مرارة الرهاوي. وروى عطاء بن ميسرة، عن مالك بن مرارة الرهاوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان الحديث. أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: ليس مالك بن مرارة هذا بالمشهور في الصحابة. وقال عبد الغني بن سعيد: مالك بن مرارة الرهاوي، بفتح الراء. له صحبة، وهو منسوب إلى رهاء بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد، قبيلة من مذحج. وقال ابن الكلبي: وولد عبد الله بن رهاء طابخة وواهباً وسهماً، رهط مالك بن مرارة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن. مالك المري والد أبي غطفان. ذكره البخاري في الصحابة، وقال: له حديث ثابت. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً. مالك بن مزرد الرهاوي. وقال ابن إسحاق: مالك بن مرة. أخرجه أبو موسى هكذا، والذي أظنه مالك بن مرارة وقد صحفه بعضهم، والله أعلم. مالك بن مسعود بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي ثم الساعدي. وهو ابن عم أبي أُسيد الساعدي. شهد بدراً وأُحداً، لم يختلفوا في ذلك. أخرجه الثلاثة. مالك بن مشوف بن أسد بن عبد مناة بن عائذ بن سعد العشيرة السعدي العائذي. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قاله ابن الكلبي. مالك بن نضلة. وقيل: مالك بن عوف بن نضلة بن حديج بن حبيب بن حديد بن غنم بن كعب بن عصيمة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن الجشمي. والد أبي الأحوص الجشمي صاحب ابن مسعود. روى عنه أبو الأحوص- واسمه عوف بن مالك. أنبأنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: حدثنا بندار، وأحمد بن منيع ومحمود بن غيلان قالوا: أنبأنا أبو أحمد، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، الرجل أمر به فلا يقريني ولا يضيفني، فيمر بي أفأجازيه ? قال: لا، أقره. قال: ورآني رث الثياب، فقال: هل لك من مال ? قلت: من كل المال قد أعطاني الله، من الإبل والغنم. قال: فلير عليك. رواه عن السبيعي شعبة، وإسرائيل، وزهير، وفطر بن خليفة، وجرير بن حازم، وغيرهم من الأئمة. أخرجه الثلاثة. مالك بن نمط الهمداني، ثم الخارفي، وقيل: اليامي. وقيل: الأرحبي. قال ابن الكلبي: هو نمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن أرحب- واسمه مرة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، كنيته أبو ثور. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً فيه إقطاع. ذكر حديثه أهل الغريب وأهل الأخبار بطوله، لما فيه من العريب. ورواية أهل الحديث له مختصرة. روى أبو إسحاق الهمداني قال: قدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: مالك بن نمط أبو ثور، وهو ذو المشعار، ومالك بن أيفع، وضمام بن مالك السلماني، وعميرة بن مالك الخارفي، لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك، وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية، على الرواحل المهرية والأزحبية، ومالك بن نمط يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرجز مخطّماتٍ بحبـال الـلّـيف ** ................. وذكر له كلاماً كثيراً فصيحاً، فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً، وأقطعهم فيه ما سألوه، وأمر عليهم مالك بن نمط، واستعمله على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف: فكان لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه. وكان ابن نمط شاعراً، فقال في ذلك: الطويل وهنّ بنا خوصٌ طلائح تـغـتـلـي ** بركبانها فـي لاحـبٍ مـتـمـدّد
على كلّ فتلاء الذّراعـين جـعـدةٍ ** تمرّ بنا مرّ الهـجـف الـخـفـيدد
حلفت بربّ الرّاقصات إلى مـنّـى ** صوادر بالرّكبان من هضب قـردد
بأنّ رسول اللّـه فـينـا مـصـدّقٌ ** رسولٌ أتى من عند ذي العرش مهتد
لما حملت من ناقةٍ فوق رحـلـهـا ** أشدّ على أعـدائه مـن مـحـمّـد
وأعطي إذا ما طالب العرف جـاءه ** وأمضى بحدّ المشرفيّ المـهـنّـد وقال هشام الكلبي: الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمط، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم إقطاعاً، فهو في أيديهم إلى الآن. أخرجه أبو عمر. مالك بن نمير. أورده أبو بكر بن أبي علي، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى الموصلي، عن أبي الربيع الزهراني، عن محمد بن عبد الله، عن عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير النميري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه، وأشار بإصبعه. كذا أورده ابن أبي علي. ورواه إبراهيم بن منصور عن ابن المقرئ بإسناده، وقال: عن مالك بن نمير، عن أبيه. أخرجه أبو موسى. مالك ابن نميلة، ونميلة أمه. وهو: مالك بن ثابت المزني، حليف لبني معاوية بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. شهد بدراً، وقتل يوم أُحد شهيداً. قاله إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق. أخرجه الثلاثة. مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي. أخو متمم بن نويرة. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض صدقات بني تميم. فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة، صالحها إلا أنه لم تظهر عنه ردة، وأقام بالبطاح. فلما فرغ خالد من بني أسد وغطفان، سار إلى مالك وقدم البطاح، فلم يجد به أحداً، كان مالك قد فرقهم ونهاهم عن الاجتماع. فلما قدم خالد البطاح بث سراياه، فأُتي بمالك بن نويرة ونفر من قومه. فاختلفت السرية فيهم، وكان فيهم أبو قتادة، وكان فيمن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا. فحبسهم في ليلة باردة، وأمر خالد فنادى: أدفئوا أسراكم، وهي في لغة كنانة القتل- فقتلوهم، فسمع خالد الواعية فخرج وقد قتلوا، فتزوج خالد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف خالد فيه رهق ! وأكثر عليه، فقال أبو بكر: تأول فأخطأ. ولا أشيم سيفاً سله الله على المشركين. وودى مالكاً، وقدم خالد على أبي بكر، فقال له عمر: يا عدو الله، قتلت أمرأً مسلماً، ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك. وقيل: إن المسلمين لما غشوا مالكاً وأصحابه ليلاً، أخذوا السلاح، فقالوا: نحن المسلمون. فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون. فقالوا لهم: ضعوا السلاح وصلوا. وكان خالد يعتذر في قتله أن مالكاً قال: ما إخال صاحبكم إلا قال كذا. فقال: أو ما تعده لك صاحباً ? فقتله. فقدم متمم على أبي بكر يطلب بدم أخيه، وأن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودى مالكاً من بيت المال. فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امراً مسلماً. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال. فهذا جميعه يدل على أنه مسلم. ووصف متمم بن نويرة أخاه مالكاً فقال: كان يركب الفرس الحرون، ويقود الجمل الثفال، وهو بين المزادتين النضوحتين في الليلة القرة، وعليه شملة فلوت، معتقلاً رمحاً خطياً فيسري ليلته ثم يصبح وجهه ضاحكاً، كأنه فلقة قمر رحمه الله ورضي عنه. مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم الكندي السكوني، عداده في المصريين. روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، كان أميراً لمعاوية على الجيوش. أنبأنا إسماعيل بن علي وإبراهيم وغيرهما بإسنادهما إلى الترمذي: حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الله بن المبارك ويونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني قال: كان مالك بن هبيرة إذا صلى على جنازة، فتقال الناس، جزأهم ثلاثة صفوف، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب. هكذا رواه غير واحد عن ابن إسحاق. ورواه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، وأدخل بين مرثد ومالك: الحارث بن مالك بن مخلد الأنصاري. أخرجه الثلاثة. مالك بن هدم. روى ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن مالك بن هدم قال: غزونا وعلينا عمرو بن العاص، وفينا عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، فأصابتنا مخمصة شديدة، فانطلقت ألتمس المعيشة، فألفيت قوماً يريدون أن ينحروا جزوراً لهم، فقلت: إن شئتم كفتكم نحرها وعملها، وأعطوني منها. ففعلت، فاعطوني منها شيئاً فصنعته، ثم أتيت عمر بن الخطاب فسألني: من أين هو ? فأخبرته، فأبى أن يأكله، فأتيت أبا عبيدة فأخبرته، فأبى، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صاحب الجزور ! ولم يزدني على ذلك شيئاً. أخرجه أبو موسى. مالك بن الوليد. أورده عبدان. روى خالد بن حميد، عن مالك بن خير الزبادي: أن مالك بن الوليد قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخطو إلى إمارة خطوةً، ولا أُصيب من معاهد إبرة فما فوقها، ولا أبغي على إمام بالسوء. أخرجه أبو موسى. مالك بن وهب الخزاعي. روى عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي، عن أبيه، عن جده مالك بن وهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سليطاً وسفيان بن عوف الأسلمي طليعة يوم الأحزاب، فخرجا حتى إذا كانا بالبيداء التحقت بهم خيل لأبي سفيان، فقاتلا فقتلا، فقدم بهما- أو: فعلم بهما- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبرا في قبر واحد، وهما الشهيدان القريبان. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، أبو وقاص. والد سعد بن أبي وقاص. أورده عبدان في الصحابة وقال: هو ممن خرج إلى أرض الحبشة، لا تعلم له رواية. هو ممن توفي في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو موسى وقال: لا أعلم أحداً وافق عبدان على ذلك. مالك بن يخامر- ويقال: أخامر- الألهاني، السكسكي. قيل: له صحبة. روى عن معاذ بن جبل. روى عنه معاوية بن أبي سفيان، وجبير بن نفير، ومكحول، وغيرهم وهو من أهل حمص، وتوفي سنة تسع وستين، وقيل: سنة سبعين. مالك بن يسار السكوني، ثم العوفي. روى عنه أبو بحرية. يعد في الشاميين. أنبأنا يحيى بن أبي الرجاء الأصبهاني إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: حدثنا محمد بن عوف حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثنا أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي ظبية، عن أبي بحرية السكوني، عن مالك بن يسار السكوني ثم العوفي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها. أخرجه الثلاثة إلا أن ابن منده قال: روى عنه أبو بجدة. قال أبو نعيم: صحف فيه، إنما هو أبو بحرية، والصواب ما قاله أبو نعيم. مبرح بن شهاب بن الحارث بن ربيعة بن سحيت بن شرحبيل اليافعي. قاله ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو عمر: مبرح بن شهاب بن الحارث بن سعد الرعيني، أحد بني رعين الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان على ميسرة عمرو بن العاص يوم دخل مصر، وخطته بجيزة الفسطاط قاله أبو سعيد بن يونس. أخرجه الثلاثة. ويافع: بالياء تحتها نقطتان، بطن من رعين. وسحيت: بضم السين المهملة، وفتح الحاء المهملة. ومبرح: يضم الميم، وكسر الراء المشددة، وآخره حاء مهملة. مبشر بن أُبيرق- واسمه الحارث- بن عمرو بن الحارث بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الأوسي الظفري. شهد أُحداً مع أخويه بشر وبشير، وذكرنا بشراً ومبشراً ولم نذكر بشيراً؛ لأنه ارتد ومات كافراً. وذكر ابن ماكولا أن مبشراً كانت له صحبة واستقامة. ورد ذكرهم في حديث قتادة بن النعمان، أخبرنا به غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني أبو مسلم، أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم: بنو أُبيرق: بشر وبشير ومبشر، وكان بشير رجلاً منافقاً، يقول الشعر ويهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينحله بعض العرب وذكر الحديث، وقد تقدم في: لبيد بن سهل. أخرجه أبو عمر وأبو موسى. مبشر بن البراء بن معرور تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وشهد الحديبية، وبيعة الرضوان. قاله ابن الكلبي. مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. شهد بدراً مع أخويه أبي لبابة بن عبد المنذر، ورفاعة بن عبد المنذر، وقتل مبشر ببدر شهيداً. وقيل: إنه قتل بخيبر. أنبأنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً، من بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف: مبشر بن عبد المنذر، ورفاعة بن عبد المنذر. وقال ابن إسحاق فيمن قتل ببدر من الأنصار: مبشر بن عبد المنذر، من بني عمرو بن عوف. ولا عقب له، إلا أن أبا لبابة رده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطريق إلى المدينة، وجعله أميراً عليها، وضرب له بسهمه وأجره، فهو كمن حضرها. أخرجه الثلاثة. متمم بن نويرة التميمي، تقدم نسبه عند ذكر أخيه مالك. وكان متمم شاعراً. قال الطبري: مالك بن نويرة بن جمرة التميمي، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة بني يربوع، وكان قد أسلم هو وأخوه متمم. قال أبو عمر: فأما مالك فقتله خالد بن الوليد واختلف كثير من الصحابة وغيرهم فيه: هل قتل مرتداً أو مسلماً ? وأما متمم فلم يختلف في إسلامه. كان شاعراً محسناً، لم يقل أحد مثل شعره في المراثي التي رثى بها أخاه مالكاً، فمنها قوله: الطويل فلمّا تفرّقنا كـأنّـي ومـالـكـاً ** لطول اجتماع لم نبت ليلةً معـاً وله مراث حسان. وكان أعور، قيل: إنه بكي على أخيه حتى دمعت عينه العوراء. أخرجه الثلاثة. مثعب السلمي ويقال: المحاربي، قاله أبو عمر. وقال أبو نعيم: مثعب، غير منسوب. وقد أورده الحضرمي والطبراني في الصحابة. روى عنه أشعث بن أبي الشعثاء أنه قال: كنت أغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم، لا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. وكان اسمه حمزة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مثعباً. أخرجه الثلاثة، وقال الأمير أبو نصر: وأما مثعب بكسر الميم وبعدها ثاء معجمة بثلاث وأخره باء معجمة بواحدة فهو: أبو صالح حمزة بن عمرو الأسلمي، اسمه مثعب. وقال أبو حاتم الرازي: حمزة اسمه مثعب، أو يلقب مثعباً. المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الربعي الشيباني. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع، مع وفد قومه. وسيره أبو بكر الصديق رضي الله عنه في صدر خلافته إلى العراق قبل مسير خالد بن الوليد. وهو الذي أطمع أبا بكر والمسلمين في الفرس، وهون أمر الفرس عندهم. وكان شهماً شجاعاً ميمون النقيبة حسن الرأي، أبلى في قتال الفرس بلاءً لم يبلغه أحد. ولما ولى عمر بن الخطاب الخلافة، سير أبا عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار في جيش إلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا، ولقوا الفرس بقس الناطف، واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجرح المثنى فمات من جراحته قبل القادسية. وهو الذي تزوج سعد بن أبي وقاص امرأته سلمى بنت جعفر. وهي التي قالت لسعد بالقادسية حين رأت من المسلمين جولةً فقالت: وامثنياه، ولا مثنى للمسلمين اليوم ! فلطمها سعد، فقالت: أغيرةً وجبناً ?! فذهبت مثلاً. وكان كثير الإغارة على الفرس، فكانت الأخبار تأتي أبا بكر، فقال: من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه ? فقال قيس بن عاصم: أما إنه غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنى بن حارثة الشيباني. ثم قدم بعد ذلك على أبي بكر فقال: ابعثني على قومي أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو. ففعل أبو بكر، وأقام المثنى يغير على السواد. ثم أرسل أخاه مسعود بن حارثة إلى أبي بكر يسأله المدد، فأمده بخالد بن الوليد. فهو الذي أطمع في الفرس. ولما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، أتى شيبان، فلقي معروف بن عمرو، والمثنى بن حارثة، فدعاهم. وسنذكر القصة في معروق، إن شاء الله تعالى. أخرجه الثلاثة.
|