3- نزول القرآن ابتدائي وسببي
ينقسم نزول القرآن إلى قسمين:
الأول: ابتدائي: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القرآن، ومنه قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} [التوبة:75]
الآيات فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة ابن حاطب في قصة طويلة، ذكرها كثير من المفسرين، وروجها كثير من الوعاظ، فضعيف لا صحة له. [رواه الطبراني، وفيه على بن يزيد الألهاني وهو متروك.] .
القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه. والسبب:
أ- أ- إما سؤال يجيب الله عنه مثل {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: من الآية 189].
ب- ب- أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} [التوبة: من الآية 65] الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قران هؤلاء أقرب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ـ فبلغ ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيجيبه {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} [التوبة: من الآية 65] [ذكر هذه الحادثة ابن كثير في تفسيره (2/368)، والطبري أيضًا (10/172)].
ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة:1]