الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (21- 23): .شرح الكلمات: {مختلفا أولانه}: أي ما بين أخضر وابيض وأحمر وأصفر وأنواعه من بر وشعير وذرة. {ثم يهيج فتراه مصفرا}: أي ييبس فتراه أيها الرائي بعد الخضرة مصفرا. {ثم يجعله حطاما}: أي فتاتا متكسرا. {إن في ذلك لذكرى}: أي إن في ذلك المذكور من إنزال الماء إلى أن يكون حطاما تذكيرا. {أفمن شرح الله صدره للإِسلام}: أي فاهتدى به كمن لم يشرح الله صدره فلم يهتد؟. {فهو على نور من ربّه}: أي فهو يعيش في حياته على نور من ربّه وهو معرفة الله وشرائعه. {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}: ويل كلمة عذاب للقاسية قلوبهم عن قبول القرآن فلم تؤمن به ولم تعمل بما فيه. {أحسن الحديث كتاباً}: هو القرآن الكريم. {متشابهاً}: أي يشبه بعضه بعضا في النظم والحسن وصحة المعاني. {مثاني}: أي ثنّى فيه الوعد والوعيد كالقصص والأحكام. {تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم}: أي ترتعد من جلود الذين يخشون ربهم وذلك عند ذكر وعيده. {ثم تلين جلودهم وقلوبهم}: أي تطمئن وتلين. {إلى ذكر الله}: أي عند ذكر وعده لأهل الإِيمان والتقوى بالجنة وما فيها من نعيم مقيم. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث} هذه الآية نزلت لما قال أصحاب الرسول يوماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا يا رسول الله فأنزل الله تعالى قوله: {الله نزّل أحسن الحديث} وهو القرآن {كتاباً متشابهاً} أي يشبه بعضه بعضاً في حسن اللفظ وصحة المعاني {مثاني} أي يثني فيه الوعد والوعيد والأمر والنهي والقصص، {تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} أي عند سماع آيات الوعيد فيه {ثم تلين جلودهم} إذا سمعوا آيات الوعد {وتطمئن قلوبهم} إذا سمعوا حججه وأدلته وقوله: {إلى ذكر الله} أي القرآن وذكر الله بوعده ووعيده وأسمائه وصفاته ويشهد له قوله تعالى من سورة الرعد {ا بذكر الله تطمئن القلوب} وقوله تعالى: {ذلك هدى الله يهدي به من يشاء} أي ذلك المذكور وهو القرآن الكريم هدى الله إذ هو الذي أنزله وجعله هادياً يهدي به من يشاء هدايته بمعنى يوفقه للإِيمان والعمل به وترك الشرك والمعاصي. وقوله: {ومن يضلل الله فما له من هادٍ} لما سبق في علم الله ولوجود مانع من هدايته كالإِصرار والعناد والتقليد. فهذا ليس له منهاد يهديه بعد الله أبداً. .من هداية الآيات: 2- بيان أن القلوب قلبان قلب قابل للهداية وآخر غير قابل لها. 3- بيان أن القرآن أحسن ما يحدث به المؤمن إذ أخباره كلها صدق وأحكامه كلها عدل. 4- فضيلة أهل الخشية من الله إذ هم الذين ينفعلون لسماع القرآن فترتعد فرائصهم عند سماع وعيده، وتلين قلوبهم وجلودهم عند سماع وعده. .تفسير الآيات (24- 26): .شرح الكلمات: {سوء العذاب}: أقساه وأشده. {وقيل للظالمين}: أي المشركين في جهنم. {ذوقوا ما كنتم تكسبون}: أي جزاء كسبكم الشر والفساد. {كذب الذين من قبلهم}: أي من قبل أهل مكة. {فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}: أي من حيث لا يدرون أنهم آتيهم منه. أو من حيث لا يخطر ببالهم. {فأذاقهم الله عذاب الخزي}: أي المسخ والذل والإِهانة. {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}: أي لو كانوا يعلمون ذلك ما كذبوا ولا كفروا. .معنى الآيات: والجواب لا يستويان. وقوله تعالى: {وقيل للظالمين} أي المشركين وهم في النار يقول لهم زبانية جهنم توبيخاً لهم وتقريعاً ذوقوا ما كنتم تكسبون من أعمال الشرك والمعاصي هذا جزاؤه فذوقوه عذاباً أليما. وقوله تعالى: {كذب الذين من قبلهم} أي كذب قبل أهل مكة أُمم وشعوب كذبوا رسلهم فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا وذلك كالذل والمسخ والقتل والأسر والسبي ولعذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا وهم صائرون إليه لا محالة وقوله: {لو كانوا يعلمون} أي لو كانوا يعلمون عنه علما يقينيا ما كذبوا رسلهم ولا كفروا بربهم. فهلكوا بجهلهم. .من هداية الآيات: 2- تهديد قيش على إصرارها على التكذيب للرسول وما جاءها به من الإِسلام. 3- العذاب على التكذيب والمعاصي منه الدنيوي، ومنه الآخروي. 4- لو علم الناس عذاب الآخرة علما يقينا ما كذبوا ولا كفروا ولا ظلموا فالجهل هو سبب الهلاك والشقاء دائماً. .تفسير الآيات (27- 31): .شرح الكلمات: {لعلهم يتذكرون}: أي يتعظون فينزجرون عما هم فيه من الشرك والتكذيب إلى الإِيمان والتوحيد. {قرآناً عربيا غير ذي عوج}: أي حال كون المثل المجعول قرآنا عربيا لا لبس فيه ولا اختلاف فلا عذر لهم في عدم فهمه وإدراك معناه وفهم مغزاه. {متشاكسون}: أي متنازعون لسوء أخلاقهم. {ورجلا سلما}: أي خالصا سالما لرجل لا شركة فيه لأحد. {هل يستويان مثلا}: الجواب لا الأول في تعب وحيرة والثاني في راحة وهدوء بال. {الحمد لله}: أي على ظهور الحق وبطلان الباطل. {إنك ميت}: أي مقضي عليك بالموت في وقته. {وإنهم ميتون}: أي كذلك محكوم عليهم به عند انقضاء آجالهم. {عند ربكم تختصمون}: أي تحتكمون إلى الله في ساحة فصل القضاء فيحكم الله بينكم. {فيما كنتم فيه تختلفون}: أي من الشرك والتوحيد والإِيمان والتكذيب. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} نزلت لما استبطأ المشركوت موت الرسول صلى الله عليه وسلم أي لا شماتة في الموت إنك ستموت يا رسولنا ويموتون. وقوله تعالى: {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} أي مؤمنكم وكافركم قويكم وضعيفكم تقفون بين يدي الله ويحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من أمور الدين والدنيا معا. .من هداية الآيات: 2- بيان مثل المشرك والموحد، فالمشرك في حيرة وتعب، والموحد في راحة وهدوء بال. 3- تقرير أن كل نفس ذائقة الموت. 4- بيان أن خصومة ستكون يوم القيامة ويقضي الله تعالى فيها بالحق لأنه هو الحق. .تفسير الآيات (32- 35): .شرح الكلمات: {وكذب بالصدق إذ جاءه}: أي بالقرآن والنبي والتوحيد والبعث والجزاء. {مثوى للكافرين}: أي مأوى، ومكان إقامة ونزول. {والذي جاء بالصدق وصدَّق به}: محمد صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به أبو بكر وكل اصحاب رسول الله. {أولئك هم المتقون}: أي لعذاب الله بإِيمانهم وتقواهم بترك الشرك والمعاصي. {ذلك جزاء المحسنين}: أي المذكور من نعيم الجنة جزاء المحسنين في أعمالهم. {ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا}: أي ييسر الله لهم ذلك ويوفقهم إليه ليكفر عنهم ذنوبهم. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {أليس في جهنم مثوى للكافرين}؟ هذا بيان لجزاء الكاذبين والمكذبين وهم الكافرون بسبب كذبهم على الله وتكذيبهم له فيخبر تعالى مقرراً أن جزاءهم الإِقامة الدائمة في جهنم. وقوله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} هذا إخبار بفريق الفائزين من عباد الله وهم الصادقون في كل يخبرون به، والمصدقون بما أوجب الله تعالى التصديق به ويدخل في هذا الفريق دخولا أولياً رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق ثم سائر الصحابة والمؤمنين إلى يوم الدين. وقوله تعالى: {أولئك هم المتقون} يشير غليهم بأنهم اتقوا كل ما يغضب الله من الشرك والمعاصي، وبذلك استوجبوا النجاة من النار ودخول الجنة المعبر عنه بقوله تعالى: {لهم ما يشاءون عند ربهم} من نعيم بعضه لم يخطر على بال أحد، ولم تره عين أحد ولا تسمع به أذنه. وقوله: {ذلك جزاء المحسنين} أي ذلك المذكور في قوله لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو جزاؤهم وجزاء المحسنين كلهم والمحسنون هم الذين أحسنوا الاعتقاد والقول والعمل وقوله تعالى: {ليكفر عنهم أسوأ الذي عملوا} أي من الذنوب والآثام والخطايا والسيئات أي وفقهم للإِحسان ويسره لهم، ليكفر عنهم أسوأ الذي عملوا وسيئه ويجزيهم أجرهم على إيمانهم وتقواهم وإحسانهم في ذلك بأحسن ما كانوا يعملون وحسنه أيضا وإنما يضاعف لهم الأجر فتكون الحسنات الصغيرة كالكبيرة فاصبح الجزاء كله على الأحسن والذي كانوا يعملون هو كل ما شرعه الله تعالى لعباده وتعبدهم به من الإِيمان وسائر الطاعات والقربات. .من هداية الآيات: 2- بيان جزاء الكاذبين على الله والمكذبين بما جاء به رسول الله عن الله من الشرع والدين. 3- الترغيب في الصِّدق في الاعتقادات والأقوال والأعمال. 4- فضل التقوى والإِحسان وبيان جزائهما عند الله تعالى يوم القيامة. .تفسير الآيات (36- 40): .شرح الكلمات: {ويخوفونك بالذين من دونه}: أي بالأصنام والأوثان أن تصيبك بما يسوءك ويضرك. {أليس الله بعزيز ذي انتقام}: بلى بل هو عزيز غالب على أمره صاحب انتقام شديد على من عَاداه. {ليقولن الله}: أي لوضوح البرهان وقوة الدليل وانقطاع الحجة. {قل أفرأيتم}: أي أخبروني. {هل هن ممسكات رحمته}: والجواب لا لا إذاً فقل حسبي الله، ولا حاجة لي بغيره. {عملوا على مكانتكم}: أي على حالتكم التي أنتم من الكفر والعناد. {إني عامل}: أي على حالتي التي أنا عليها من الإِيمان والانقياد. {من يأتيه عذاب يخزيه}: أي في الدنيا بالقتل والأسر والجوع والقحط. {ويحل عليه عذاب مقيم}: أي وينزل عليه عذاب مقيم لا يبرح وهو عذاب النار بعد الموت. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض} أي أوجدهما من غير مثال سابق {ليقولن الله} فما دام اعترافهم لازماً بأن الله تعالى هو الخالق فلم عبادة غيره والإِصرار عليها مما أفضى بهم إلى أذية المؤمنين وشن الحرب عليهم وقوله: {قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله} أي من الصنام والأوثان أخبروني {إن أرادني الله بضر} ما {هل هنَّ كاشفات ضره أو أراداني برحمة} صحة وعافية وغنى ونصر {هل هنَّ ممسكات رحمته} والجواب لا فإنها جماد لا تقدر على إعطاء ولا على إمساك إذاً فقل حسبي الله أعبده وأتوكل عليه إذ هو الذي يضر وينفع ويجلب الخير ويدفع السوء والشر. وقوله: {عليه يتوكل المتوكلون} أي على الله وحده يتوكل المتوكلون فيثقون في كفايته لهم فيفرضون أمورهم إليه ويتعلقون به. وينفضون أيديهم من غيره. وقوله تعالى: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم} أي لما ابيتم إلا العناد مصرين على الشرك بعد ما قامت الحجج والأدلة القاطعة على بطلانه فاعملوا على مكانتكم أي حالتكم التي عليها من الشرك والعناد {إني عامل} أنا على حالتي من الإِيمان والتوحيد والانقياد. والنتيجة ستظهر فيما بعد لا محالة ويعلم المحق من المبطل، والمُهتدي من الضال وهي قوله تعالى: {فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه} أي يذله ويكسر أنفه بالقتل والأسر والجوع والقحط وقد اصاب المشركين هذا في مكة وبدر. وقوله: {ويحل عليه عذاب مقيم} وهو عذاب النَّار في الآخرة نعوذ بالله من العذابين عذاب الخزي في الحياة الدنيا وعذاب النار في الدار الآخرة. .من هداية الآيات: 2- تقرير مقتضى الولاية وهو النقمة من أعدائه تعالى لأوليائه وإن طال الزمن. 3- تقرير التوحيد وإبطال التنديد. 4- مظاهر ربوبية الله الموجبة لألوهيته. 5- وجوب التوكل على الله واعتقاد كفايته لأوليائه. 6- تقرير إنجاز الله وعده لرسوله والمؤمنين. .تفسير الآيات (41- 45): .شرح الكلمات: {وما أنت عليهم بوكيل}: أي ليس عليك أمر هدايتهم فتجبرهم على الإِيمان. {الله يتوفى الأنفس حين موتها}: أي ينهى حياة العباد بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم. {والتي لم تمت في منامها}: أي يتوفاها وقت النوم يحبسها عن التصرف كأنها شيء مقبوض. {فيمسك التي قضى عليها الموت}: أي يقبضها لحكمة بالموت عليها حال النوم. {ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى}: أي التي لم يحكم بموتها يرسلها فيعيش صاحبها غلى نهاية أجله المعدود له. {إن في ذلك لآيات لقوم}: أي في قبض الرواح وإرسالها، والقدرة على ذلك دلائل {يتفكرون} وبراهين على قدرة الله تعالى على البعث الذي أنكره المشركون. {أم اتخذوا من دون الله شفعاء}: أي أن كفار مكة لا يتفكرون ولو كانوا يتفكرون لما انكروا البعث، ولا ما اتخذوا من دون الله شفعاء لوضوح بطلان ذلك. {قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً}: أي قل لهم أيشفع لكم شركاؤكم ولو كانوا لا يملكون شيئاً ينكر عليهم دعواهم الشفاعة لهم وهي أصنام لا تملك ولا تعقل. {قل لله الشفاعة جميعا}: أي أخبرهم أن جميع الشفاعات لله وحده فشفاعة الأنبياء والشهداء والعلماء والأطفال مملوكة لله فلا يشفع أحد إلا بإذنه. {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت}: أي وإذا ذكر الله وحده كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا إلا إلا الله نفرت نفوس المشركين وانقبضت وظهر الغضب والسخط في وجوههم». {وإذا ذكر الذين من دونه}: أي الأصنام والأوثان التي يعبدونها من دون الله تعالى. {إذا هم يستبشرون}: أي فرحون جذلون وذلك لافتنانهم بها ونسيانهم لحق الله تعالى وهو عبادته وحده مقابل خلقه ورزقه لهم. .معنى الآيات: وقوله: {وما أنت عليهم بوكيل} أي لم يوكل إليك أمر هدايتهم فتجد نفسك في هم من ذلك إن عليك إلا البلاغ المبين إنك لم تكلف حفظ أعمالهم ومحاسبتهم عليها، ولا أمر هدايتهم فتجيرهم على ذلك. وقوله تعالى في الآية الثانية من هذا السياق (42): {الله يتوفى الأنفس} أي يقبض أرواحها {حين موتها} أي عند نهاية أجلها فيأمر تعالى ملك الموت فيخرج الروح بإذن الله ويقبضها، {والتي لم تمت في منامها} أي يقبضها بمعنى يحبسها عن التصرف، حال النوم، فإن أراد موتها قبضها ولم يردها إلى جسدها، وإن لم يرد وفاتها أرسلها فتعود غلى الجسد ويعيش صاحبها غلى الأجل المسمى له وهي نهاية عمره إن في ذلك القبض للروح والإِرسال والوفاة والإِحياء لآيات أي دلائل وحجج كلها قاضية بأن القادر على هعذا قادر على البعث والنشور الذي كذب به المشركون كما أن صاحب هذه القدرة العظيمة هو صاحب الحق المطلق في الطاعة والعبادة ولا تنبغي العبادة إلا له. وقوله: {لقوم يتفكرون} وهم الأحياء بالإِيمان أما الأموات وهم الكافرون فلا يجدون في ذلك آية ولا دليلاً وذلك لموتهم بالشرك والكفر. وقوله تعالى في الآية الثالثة (43): {أم اتخذوا من دون الله شفعاء} أي بل اتخذ المشركون الذين كان المفروض فيهم أن يهتدوا على الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة لو كانوا يتفكرون بدل أن يهتدوا غلى توحيد الله اتخذوا من دونه أوثانا سموها شفعاء يرجون شفاعتها لدى الله في قضاء حوائجهم. وذلك لجهلهم وسخف عقولهم. قال تعالى لرسوله: {قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون} أي قل لهم ايشفعون لكم ولو كانوا لا يملكون شيئاً من اسباب الشفاعة ومقتضياتها ولو كانوا لا يعقلون معنى الشفاعة ولا يفهمونه لأنهم اصنام وأحجار والاستفهام للتبكيت والتقريع. لو كان القوم يشعرون. ثم أمر تعالى رسوله أن يعلن عن الحقيقة وإن كانت عند المشركين مُرة {قل لله الشفاعة جميعا} أي جميع أنواع الشفاعة هي ملك لله مختصة به فلا يشفع أحد إلا بإذنه، إذاً فاطلبوا الشفاعة من مالكها الذي له ملك السموات والأرض، لا ممن مملوك له، ولا يعقل حتى معنى الشفاعة ولا يفهمها وقوله ثم إليه ترجعون أي بعد الموت أحببتم أم كرهتم؟ فاتخذوا لكم بداً عنده بالإِيمان به وتوحيده في عبادته. وقوله تعالى: {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} هذا كشف عن حال المشركين، وما هم عليه من الجهل والسفه إنهم إذا سمعوا لا إله إلا الله ينفرون وينقبضون ويظهر ذلك غضباً في وجوههم، يكادون يسطون على من قال لا إله إلا الله، وإذا ذكر الذين من دونه أي وإذا ذكر الأصنام التي يعبدونها من دون الله إذا هم يستبشرون فرحون مسرورون، وهذا عائد إلى افتتانهم بأصنامهم، ونسيانهم لحقوق ربهم عليهم وهي الإِيمان به وعبادته وحده مقابل ما خلقهم ورزقهم ودبر حياتهم، ولكن أنى لأهل ظلمة النفس وانتكاس القلب أن يعوا ويفهموا؟. .من هداية الآيات: 2- مظاهر قدرة الله في الموت والحياة مما يقتضي الإِيمان به وبلقائه وتوحيده. 3- إبطال حجة المشركين في عبادة الأوثان من أجل الشفاعة لهم إذ الشفاعة كلها لله. 4- بيان خطأ من يطلب الشفاعة من غير الله، إذْ لا يملك الشفاعة إلا هو. 5- بيان سفه المشركين وضلالهم في غضبهم عند سماع التوحيد، وفرحهم عند سماع الشرك.
|