الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **
إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم ولدته أمه مارية القبطية في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وذكر الزبير عن أشياخه أن أم إبراهيم مارية ولدته بالعالية في المال الذي يقال له يوم مشربة أم إبراهيم بالقف وكانت قابلتها سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أبي رافع فبشر أبو رافع به النبي صلى الله عليه وسلم فوهب له عبداً فلما كان يوم سابعه عق عنه بكبش وحلق رأسه حلقه أبو هند وسماه يومئذ وتصدق بوزن شعره ورقاً على المساكين وأخذوا شعره فدفنوه في الأرض هكذا قال الزبير سماه يوم سابعه والحديث المرفوع أصح من قوله وأولى إن شاء الله عز وجل. حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم " قال الزبير ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة يقال له أبو سيف. قال أبو عمر رضى الله عنه في حديث أنس تصديق ما ذكره الزبير أنه دفعه إلى أم سيف قال أنس في حديثه في موت إبراهيم قال فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وانطلقت معه فصادفنا أبا سيف ينفخ في كيره وقد امتلأ البيت دخاناً فأسرعت في المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهيت إلى أبي سيف فقلت يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول قال فلقد رأيته يكيد بنفسه قال فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ". قال الزبير أيضاً وتنافست الأنصار فيمن يرضعه وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من هواه فيها وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة من الضأن ترعى بالقف ولقاح بذي الجدر تروح عليها فكانت تؤتى بلبنها كل ليلة فتشرب منه وتسقي إبنها فجاءت أم بردة بنت المنذر بن زيد الأنصاري زوجة البراء بن أوس فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن ترضعه بلبن إبنها في بني مازن بن النجار وترجع به إلى أمه وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بردة قطعة من نخل فناقلت بها إلى مال عبد الله بن زمعة وتوفي إبراهيم في بني مازن عن أم بردة وهو أبن ثمانية عشر شهراً وكانت وفاته في ذي الحجة سنة ثمان وقيل بل ولد في ذي الحجة سنة ثمان وتوفي سنة عشر وغسلته أم بردة وحمل من بيتها على سرير صغير وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وقال: " ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون ". وقال الواقدي توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر ودفن بالبقيع وكانت وفاته في بني مازن عند أن بردة بنت المنذر من بني النجار ومات وهو ابن ثمانية عشر شهراً وكذلك قال مصعب الزبيري وهو الذي ذكره الزبير. وقال آخرون توفي وهو ابن ستة عشر شهراً قال محمد بن عبد الله بن مؤمل المخزومي في تاريخه ثم دخلت سنة عشر ففيها توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وكسفت الشمس يومئذ على اثنتي عشر ساعة من النهار وتوفي وهم ابن ستة عشر شهراً وثمانية أيام وقال غيره توفي وهو ابن ستة عشر شهراً وستة أيام وذلك سنة عشر. وأرفع ما ذكره محمد بن إسحاق قال حدثنا عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية عشر شهراً. قال أبو عمر ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى على ابنه إبراهيم دون رفع الصوت وقال: " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ". حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا إبراهيم بن يعقوب البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فأتى به النخل فإذا ابنه إبراهيم في حجر أمه وهو يكيد بنفسه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ثم قال: " يا إبراهيم إنا لا نغني عنك من الله شيئاً " ثم ذرفت عيناه ثم قال: " يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ووعد صدق وأن آخرنا سيلحق أولنا لحزنا عليك حزناً هو أشد من هذا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ". وحدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا الحسن حدثنا أبو بشر حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا عفان بن مسلم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس قال لقد رأيت إبراهيم وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ". ووافق موته كسوف الشمس فقال قوم إن الشمس انكسفت لموته فخطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله عز وجل والصلاة ". وقال صلى الله عليه وسلم حين توفي حدثنا سعيد حدثنا قاسم حدثنا أبو بكر حدثنا وكيع عن شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات إبراهيم: أما " إن له مرضعاً في الجنة " وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر أربعاً هذا قول جمهور أهل العلم وهو الصحيح وكذلك قول الشعبي قال مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستة عشر شهراً فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وروى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن ابنه إبراهيم ولم يصل عليه وهذا غير صحيح والله أعلم لأن الجمهور قد أجمعوا على الصلاة على الأطفال إذا استهلوا وراثة وعملاً مستفيضاً عن السلف والخلف ولا أعلم أحداً جاء غير هذا إلا عن سمرة بن جندب والله أعلم. وقد يحتمل أن يكون معنى حديث عائشة أنه لم يصل عليه في جماعة أو أمر أصحابه فصلوا عليه ولم يحضرهم فلا يكون مخالفاً لما عليه العلماء في ذلك وهو أولى ما حمل عليه حديثها ذلك والله أعلم. وقد قيل إن الفضل بن العباس غسل إبراهيم ونزل في قبره مع أسامة ابن زيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على شفير القبر قال الزبير ورش قبره وأعلم فيه بعلامة قال وهو أول قبر رش عليه وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو عاش إبراهيم لأعتقت أخواله ولوضعت الجزية عن كل قبطي. وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً ". وكانت مارية القبطية قد أهداها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المقوقس صاحب الإسكندرية ومصر هي وأختها سيرين فوهب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرين لحسان بن ثابت الشاعر فولدت له عبد الله بن حسان. حدثنا خلف بن قاسم حدثنا يعقوب بن المبارك أبو يوسف قال حدثنا داود بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن عمر قال حدثنا عمرو بن محمد قال حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي قال سألت أنس بن مالك كم بلغ إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد كان ملأ مهده ولو بقي لكان نبياً ولكن لم يكن ليبق لأن نبيكم آخر الأنبياء صلى الله عليه وسلم. حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشق حدثنا أبو بشر الدولابي قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن جناب قال حدثنا عيسى بن يونس عن ابن أبي خالد قال قلت لابن أبي أوفى أرأيت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال مات وهو صغير ولو قدر أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي لعاش ولكنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر هذا لا أدري ما هو وقد ولك نوح عليه السلام من ليس نبيا وكما لم يلد غير النبي نبياً فكذلك يجوز أن يلد النبي غير نبي والله أعلم ولو لم يلد إلا نبياً لكان كل واحد نبياً لأنه من ولد نوح عليه السلام وذا آدم نبي مكلم وما أعلم من ولده لصلبه نبياً غير شيث. حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال حدثنا زكريا بن يحيى السجزي قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل: " ألا بذكر الله تطمئن القلوب ". الرعد: 28. قال بمحمد وأصحابه رضى الله عنهم. من أول اسمه على ألف من الصحابة رضى الله عنهم إبراهيم الطائفي والد عطاء بن إبراهيم وروى عنه ابنه عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: " قابلوا النعال ". لم يرو عنه غير ابنه عطاء وإسناد حديثه ليس بالقائم ولا مما يحتج به ولا يصح عندي ذكره في إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ذكره الواقدي فيمن ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط يكنى أبا إسحاق. توفي سنة ست وتسعين وهو ابن خمس وتسعين سنة. إبراهيم بن عباد الأنصاري إبراهيم بن عباد بن أساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحداً. أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد ناف القرشي الأموي قال الزبير تأخر إسلامه بعد إسلام أخويه خالد وعمر فقال لهما: ألا ليت ميتاً بالصريمة شاهداً لما يفتري في الدين عمر وخالد ثم أسلم أبان وحسن إسلامه وهو الذي أجار عثمان بن عفان رضى الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش عام الحديبية وحمله على فرس حتى دخل مكة وقال له: أقبل وأدبر ولا تخف أحداً بنو سعيد أعزة الحرم وكان إسلام أبان بن سعيد بين الحديبية وخيبر وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض سراياه منها سرية إلى نجد واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على البحرين برها وبحرها إذ عزل العلاء الحضرمي عنها فلم يزل عليها أبان إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لأبيه سعيد بن العاص ثمانية بنين ذكور منهم ثلاثة ماتوا على الكفر أحيحة وبه كان يكنى سعيد بن العاص بن أمية قتل أحيحة بن سعيد يوم الفجار والعاصي وعبيدة ابنا سعيد بن العاص قتلا جميعاً ببدر كافرين قتل العاص علي كرم الله وجهه وقتل عبيدة الزبير وخمسة أدركوا الإسلام وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خالد وعمر وسعيد وأبان والحكم بنو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس إلا أن الحكم منهم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه عبد الله ولا عقب لواحد منهم إلا العاص بن سعيد فإن عقب سعيد بن العاص أبي أحيحة كلهم منه ومن ولده سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص والد عمر بن سعيد الأشدق وسيأتي ذكر كل واحد من هؤلاء الخمسة الذين أدركوا حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي محمد بن أحمد بن حماد أبو البشر قال حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام قال لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج في الحديد لا يرى منه إلا عيناه وكان يكنى أبا ذات الكرش فطعنته بالعنزة في عينه فمات فلقد وضعت رجلي عليه ثم تمطيت فكان الجهد أن نزعتها ولقد انثنى طرفها. واختلف في وقت وفاة أبان بن سعيد فقال إبن إسحاق قتل أبان وعمرو ابنا سعيد بن العاص يوم اليرموك ولم يتابع عليه أن إسحاق وكانت اليرموك يوم الاثنين لخمس مضين من رجب سنة خمسة عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه. وقال موسى بن عقبة قتل أبان بن سعيد يوم أجنادين وهو قول مصعب والزبير وأكثر أهل العلم بالنسب وقد قيل إنه قتل يوم مرج الصفر وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل وفاة أبي بكر رضي الله عنه بدون شهر. ووقعة مرج الصفر في صدر خلافة عمر سنة أربع عشرة وكان الأمير يوم مرج الصفر خالد بن الوليد وكان بإجنادين أمراء أربعة أبو عبيدة ابن الجراح وعمرو بن العاص ويزيد أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة كل على جنده. وقيل إن عمرو بن العاص كان عليهم يومئذ أبان بن سعيد هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان رضى الله عنه على زيد بن ثابت أمرهما بذلك عثمان ذكر ذلك ابن شهاب الزهري عن خارجة بن ثابت عن أبيه. روى أبان بن سعيد بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وضع الله عز وجل كل دم في الجاهلية ". أو قال كل دم كان في الجاهلية فهو موضوع قال أبان فمن أحدث في الإسلام شيئاً أخذناه به. أبان المحاربي أبان المحاربي كان أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من مسلم يقول إذا أصبح الحمد الله ربي لا أشرك به شيئاً أشهد أن لا إله إلا الله إلا ظل يغفر له ذنوبه حتى يمسي ومن قالها حين يمسي غفرت له ذنوبه حتى يصبح ". أبي بن كعب الأنصاري أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وهو تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري المعاوي وبنو معاوية بن عمرو يعرفون ببني جديلة وهى أمهم يلبسون إليها وهي جديلة بنت مالك بن زيد الله بن حبيب بن عبد حارثه بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج وأبوهم معاوية بن عمرو وهي أم معاوية بن عمرو وأمه صهيلة بن النجار وهي عمة أبي طلحة الأنصاري. وزعم ابن سيرين أن النجار إنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم وقال غيره بل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره فقيل له النجار يكنى أبي بن كعب أبا الطفيل بابنه وأبا المنذر. روى وكيع عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال جاء أبي بن كعب إلى عمر رضى الله عنه فقال يا ابن الخطاب فقال له عمر يا أبا الطفيل في حديث ذكره. أخبرنا عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح عن أبي ابن كعب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا المنذر أي آية معك في كتاب الله عز وجل أعظم " فقلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال فضرب صدري وقال: " ليهنئك العلم أبا المنذر ". وذكر تمام الحديث. قال أبو عمر شهد أبي بن كعب العقبة الثانية وبايع النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثم شهد بدراً وكان أحد فقهاء وأقرأهم لكتاب الله روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أقرأ أمتي أبي ". وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال له: " أمرت أن أقرأ عليك القرآن أو أعرض عليك القرآن ". أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا جعفر ابن محمد الصائغ قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرني الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقرأ عليك القرآن ". قال قلت يا رسول الله سماني لك ربك قال: " نعم " فقرأ علي: " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون ". بالتاء جميعاً قال أبو عمر وقد روى عنه أنه قرأهما جميعاً بالياء. حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال حدثنا عفان قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبياً فقال: " إن الله أمرني أن أقرأ القرآن عليك قال الله سماني لك قال نعم فجعل أبي يبكي قال أنس ونبيت أنه قرأ عليه: " البينة: 1. قال عفان وأخبرنا حماد بن سلمة قال حدثنا علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار قال سمعت أبا حية الأنصاري البدري قال: لما نزلت: " البينة: 1. إلى آخرها قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم أن ربك يأمرك أن تقرئها أبياً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: " إن جبريل عليه السلام أمرني أن أقرئك هذه السورة ". قال أبي أو ذكرت ثم يا رسول الله قال نعم فبكى أبي. وروي من حديث أبي قلابة عن أنس ومنهم من يوريه مرسلاً وهو الأكثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر أقواهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان أقضاهم علي بن أبي طالب وأقرأهم أبي بن كعب وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ". وقد ذكرنا لهذا الحديث طرقاً فيما تقدم من هذا الكتاب وقد روى من حديث أبي محجن الثقفي مثله سواء مسنداً وروى أيضاً من وجه ثالث وروينا عن ابن عمر من وجوه أنه قال أقضانا علي وأقرؤنا أبي وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي. وكان أبي بن كعب ممن كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضاً وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي وكان يكتب كثيراً من الرسائل وذكر محمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قال أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي مقدمه المدينة أبي بن كعب وهو أول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان قال وكان أبي إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت فيكتب وكان أبي وزيد بن ثابت يكتبان الوحي بين يديه صلى الله عليه وسلم ويكتبان كتبه إلى الناس وما يقطع وغير ذلك. قال الواقدي وأول من كتب له من قريش عبد الله بن سعد أبي سرح ثم ارتد ورجع إلى مكة وفيه نزلت: " الأنعام: 3. وكان من المواظبين على كتاب الله الرسائل عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الأرقم الزهري وكان الكتاب لعهوده صلى الله عليه وسلم إذا عهد وصلحه إذا صالح علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وممن كتب لرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق وذكر ذلك عمر بن شيبة وغيره في كتاب الكتاب وفيه زيادات على هؤلاء أيضاً عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص وحنظلة الأسيدي والعلاء بن الحضرمي وخالد بن الوليد وعبد الله بن رواحة ومحمد ابن مسلمة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وعبد الله بن أبي سلول والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص ومعاوية ابن أبي سفيان وجهيم بن الصلت ومعيقيب بن أبي فاطمة وشرحبيل ابن حسنة رضي الله عنهم. قال الواقدي فلما كان عام الفتح وأسلم معاوية كتب له أيضاً قال أبو عرم مات أبي بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب وقيل سنة تسع عشرة وقيل سنة اثنتين وعشرين وقد قيل إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين وقال علي بن المديني مات العباس وأبو سفيان ابن حرب وأبي بن كعب قريباً بعضهم من بعض في صدر خلافة عثمان رضى الله عنه والأكثر على أنه مات في خلافة عمر رحمهما الله يعد في أهل المدينة روى عنه عبادة بن الصامت وعبد الله بن عباس وعبد الله ابن خباب وابنه الطفيل بن أبي رضى الله عنهم. أبي بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار شهد مع أخيه أنس بن معاذ بدراً واحداً وقتلا يوم بئر معونة شهيدين. أبي بن عمارة الأنصاري أبي بن عمارة الأنصاري ويقال ابن عمارة والأكثر يقولون ابن عمارة بكسر العين روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عمارة القبلتين وله حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين روى عنه عبادة بن نسي وأيوب بن قطن يضطرب في إسناد حديثه ولم يذكر البخاري في التاريخ الكبير لأنهم يقولون أنه خطأ وإنما هو أبو أبي بن أم حرام كذا قال إبراهيم بن أبي عبلة وذكر أنه رآه وسمع منه وأبو أبي بن أم حرام اسمه عبد الله وسنذكره في بابه إن شاء الله تعالى. أبي بن مالك الحرشي أبي بن مالك الحرشي ويقال العامري بصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار بأبعده الله ". مخرج حديثه عن أهل البصرة روى عنه زرارة بن أوفى قال يحيى ابن معين ليس في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن مالك وإنما هو عمرو بن مالك وأبي خطأ. قال البخاري إنما هذا الحديث لمالك بن عمرو القشيري وذكر البخاري أبي بن مالك في كتابه الكبير في باب أبي وذكر الاختلاف فيه وغير البخاري يصحح أمر أبي بن مالك هذا وحديثه. حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا ابن حبابة حدثنا البغوي حدثنا علي ابن الجعد حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن رجل من قومه يقال له أبي بن مالك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من أردك والديه أو أحدهما فدخل النار بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه ".
أحمر بن جزء السدوسي أحمر بن جزء السدوسي يكنى أبا جزء له صحبة روى عنه الحسن البصري لم يرو عنه غيره فيما علمت وهو أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان مولى الحارث السدوسي وقال الدارقطني أحمر بن جزء بكسر الجيم والزاي جميعاً. أحمر بن عسيب أحمر بن عسيب روى عنه مسلم بن عبيدة أبو نصيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطاعون وروى عنده حازم بن العباس أنه كان يصفر لحيته فيه نظر. أحمر بن سليم حديثه عند أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير حدثناه خلف بن القاسم رحمه الله قال حدثنا مؤمل بن يحيى بن مهدي قال حدثنا محمد بن جعفر بن حفص الإمام قال حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثني يونس بن عبيد قال حدثني أبو العلاء يزيد بن الشخير قال حدثني أحمر بن سليم قال وأحسبه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليبتلي العبد بما أعطاه فمن رضى بما قسم الله له بارك له فيه ووسعه ومن لم يرض لم يبارك له فيه ". قال أبو عمر رضي الله عنه لم يذكر ابن أبي حاتم في باب أحمر إلا أحمر بن جزي وحده وذكره أخرم: أخرم رجل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا أعرف نسبه ذكر خليفة بن خياط قال حدثنا أبو أمية عمرو بن المنخل السدوسي قال حدثنا يحيى بن اليمان العجلي عن رجل من بني تيم اللات عن عبد الله بن الأخرم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار: " اليوم أول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا ". الأخرم الأسدي الأخرم الأسدي كان يقال له فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يقال لأبي قتادة الأنصاري قتل شهيداً في حين غارة عبد الرحمن ابن عيينة بن حصن على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله عبد الرحمن بن عيينة يومئذ وذلك محفوظ في حديث سلمة بن الأكوع واسم الأخرم محرز بن نضلة ويقال ناضلة وقد ذكرناه في باب الميم. أدرع أبو الجعد الضمري أدرع أبو الجعد الضمري مشهور بكنيته روى عنه عبيدة بن سفيان الحضرمي وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى. أدرع الأسلمي أدرع الأسلمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً وروى عنه سعيد بن أبي سعيد المقبري. أزهر بن عبد عوف الزهري أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة الزهري القرشي هو عم عبد الرحمن بن عوف ووالد عبد الرحمن بن الأزهر الذي روى عنه ابن شهاب الزهري. روى عن أزهر أبو الطفيل حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى السقاية العباس يوم الفتح وأن العباس كان يليها في الجاهلية دون أبي طالب وهو أحد الذين نصبوا أعلام الحرم زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه. قال ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث أربعة عن قريش فنصبوا أعلام الحرم مخرمة بن نوفل وأزهر بن عبد عوف وسعيد بن يربوع وحويطب بن عبد العزى. أزهر بن منقر أزهر بن منقر لم يحدث عنه إلا عمير بن جابر قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتح بالحمد الله رب العالمين. أزهر بن قيس أزهر بن قيس روى عنه حريز بن عثمان لم يرو عنه غيره فيما علمت حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب. أزهر بن حميضة أسامة بن زيد بن حارثة أسامة بن زيد بن الحارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى الكلبي قد رفعنا في نسبه عند ذكر أبيه زيد بن حارثة وذكرنا ما لحق أباه زيد من السباء وأنه صار بعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ولاؤه صلى الله عليه وسلم وأوضحنا ذلك في باب أبيه زيد بن حارثة يكنى أسامة أبا زيد وقيل أبا محمد يقال له الحب بن الحب. وقال ابن إسحاق زيد بن الحارثة بن شرحبيل وخالفه الناس فقالوا شراحيل وأم أسامة أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته. واختلف في سنه يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم فقيل ابن عشرين وقيل ابن تسع عشرة وقيل ابن ثماني عشرة سكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم وادي القرى ثم عاد إلى المدينة فمات بالجرف في آخر خلافة معاوية ذكر محمد بن سعد قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره فجاء غلام أسود أفطس فقال أهل اليمن إنما حسبنا من أجل هذا قال فلذلك كفر أهل اليمن من أجل هذا قال يزيد بن هارون يعنى ردتهم أيام أبي بكر الصديق رضى الله عنه ولما فرض عمر بن الخطاب رضى الله عنه للناس فرض لأسامة بن زيد خمسة آلاف ولابن عمر ألفين فقال ابن عمر فضلت علي أسامة وقد شهدت ما لم يشهد فقال إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وأبوه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك. حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أحب الناس إلي أسامة ما خلا فاطمة ولا غيرها ". وبه عن حماد بن سلمة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أسامة بن زيد لأحب الناس إلي أو من أحب الناس إلي وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيراً ". وروى محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله قال رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعى مروان بن الحكم إلى جنازة ليصلي عليها فصلى عليها ثم رجع وأسامة يصلي عند باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مروان إنما وقال يا مروان إنك آذيتني وإنك فاحش متفحش وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش ". أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد حدثنا أحمد ابن محمد بن البشيري حدثنا علي بن خشرم قال قلت لوكيع من سلم من الفتنة قال أما المعروفون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأربعة سعد بن مالك وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد واختلط سائرهم قال ولم يشهدوا أمرهم من التابعين أربعة الربيع بن خثيم ومسروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وأبو عبد الرحمن السلمي. قال أبو عمر أما عبد الرحمن السلمي فالصحيح عنه أنه كان مع علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه وأما مسروق فذكر عنه إبراهيم النخعي أنه ما مات حتى تاب إلى الله تعالى من تخلفه عن علي كرم الله وجهه وصح عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما من وجوه أنه قال ما آسى على شيء كما آسى أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي رضى الله عنه. وتوفي أسامة بن زيد بن حارثة في خلافة معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين وقيل بل توفي سنة أربع وخمسين وهو عندي أصح إن شاء الله تعالى. وروى عنه أبو عثمان النهدي وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة وجماعة. أسامة بن عمير الهذلي من أنفسهم بصرى له صحبة ورواية وهو والد أبا المليح الهذلي من أنفس هذيل واسم أبي المليح عامر بن أسامة لم يرو عن أسامة هذا غير ابنه أبي المليح وكان نازلاً بالبصرة ونسبه ابن الكلبي فقال أسامة بن عمير بن عامر بن أقشير واسم أقشير عمير الهذلي من ولد كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل. ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه خالد الحذاء عن أبي المليح الذهلي عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر يوم حنين فأصابنا مطر لم يبل أسفل نعالنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في رحالكم. أسامة بن شريك الذبياني أسامة بن شريك الذبياني الثعلبي من بني ثعلبة بن سعد ويقال من بني ثعلبة بن بكر بن وائل كوفي له صحبة ورواية روى عنه زياد بن علاقة. أسامة بن أخدري الشقري أسامة بن أخدري الشقري بن عم بشير بن ميمون وهو من بني شقرة واسم شقرة الحارث بن تميم نزل البصرة روى عنه بشير بن ميمون. أسامة بن خريم روى عن مرة البهزي وروى عنه عبد الله بن شقيق لا تصح له صحبة. أسد ابن أخي خديجة القرشي أسد ابن أخي خديجة بنت خويلد القرشي الأسدي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تبع ما ليس عندك ". ذكره العقيلي وقال في إسناده مقال. أسد بن عبيد القرظي أسد بن عبيد القرظي نزل هو وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية يوم قريظ فأسلموا ومنعوا دماءهم وأموالهم وخبرهم في السير. وذكر الطبري بإسناده عن ابن إسحاق قال ثم إن ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد وهم من بني هذيل ليسوا من بني قريظة ولا النضير نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم أسلموا في تلك الليلة التي نزلت في غدها قريظة على حكم سعد بن معاذ. أسد بن كرز القسري أسد بن كرز بن عامر القسري جد خالد بن عبد الله القسري حديثه عند يونس بن أبي إسحاق عن إسماعيل بن أوسط بن إسمعيل البجلي عن خالد ابن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري عن جده أسد بن كرز سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن المريض لتحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر ". ولابنه يزيد بن أسد صحبة ورواية وسنذكره في بابه إن شاء الله تعالى. وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أن أسد بن كرز هذا روى عنه أيضاً ضمرة ابن حبيب والمهاجر بن حبيب قال له صحبة. أسد بن حارثة الكلبي أسد بن حارثة العليمي الكلبي من بني عليم بن جناب قدم على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه قطن بن حارثة في نفر مكن قومهم فسألوه الدعاء لقومهم في غيث السماء وكان متكلمهم وخطيبهم قطن بن حارثة فذكر حديثاً فصيحاً كثير الغريب من رواية ابن شهاب عن عروة بن الزبير. أسعد بن زرارة النجاري أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري أبو أمامة غلبت عليه كنيته واشتهر بها وكان عقبياً نقبياً شهد العقبة الأولى والثانية وبايع فيهما وكانت البيعة الأولى في ستة نفر أو سبعة والثانية في اثني عشر رجلاً والثالثة في سبعين رجلاً وامرأتان أبو أمامة أصغرهم فيما ذكروا حاشا جابر بن عبد الله وكان أسعد بن زرارة أبو أمامة هذا من النقباء وكان النقباء اثني عشر رجلاً سعد بن عبادة واسعد بن زرارة وسعد بن الربع وسعد بن خيثمة والمنذر بن عمرو وعبد الله بن رواحة والبراء بن معرور وأبو الهيثم بن التيهان وأسيد بن حضير وعبد الله بن عمرو بن حرام وعبادة بن الصامت ورافع بن مالك هكذا عدهم يحيى بن أبي كثير وسعيد بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة وغيرهم ويقال إن أبا أمامة هذا هو أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة كذلك زعم بنو النجار وسنذكر الخلاف في ذلك في موضعه. ومات أبو أمامة أسعد بن زرارة هذا قبل بدر أخذته الذبحة والمسجد يبني فكواه النبي صلى الله عليه وسلم ومات في تلك الأيام وذلك في سنة إحدى وكانت بدر سنة اثنتين من الهجرة في شهر رمضان. وذكر محمد بن عمر الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الرجال قال مات أسعد بن زرارة في شوال على رأس ستة أشهر من الهجرة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبنى يومئذ وذلك قبل بدر. وقال محمد بن عمر ودفن أبو أمامة بالبقيع وهو أول مدفون به كذلك كانت الأنصار تقول. وأما المهاجرون فقالوا أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون وذكر الواقدي أيضاً عن عبد الرحمن بن عبد العزيز عن خبيب بن عبد الرحمن قال خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فعرض عليهما الإسلام وقرا عليهما القرآن فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة ورجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم بالإسلام المدينة. وقال ابن إسحاق إن أسعد بن زرارة إنما أسلم مع النفر الستة الذين سبقوا قومهم إلى الإسلام بالعقبة الأولى وذكر ابن إسحاق بإسناده عن كعب بن مالك أنه قال كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزمه من حرة بني بياضة يقال لها نقيع الخضمات قال فقلت له كم كنتم يومئذ قال أربعين أسعد بن يزيد الزرقي أسعد بن يزيد بن الفاكه بن يزيد بن خلدة بن عامر بن زريق ابن عبد حارثة الأنصاري الزرقي من بني زريق ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وليس في كتاب بن إسحاق. أسعد بن يربوع الأنصاري أسعد بن يربوع الأنصاري الساعدي الخزرجي قتل يوم اليمامة شهيداً. أسعد بن سهل الأنصاري أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري أبو أمامة وهو مشهور بكنيته ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بعامين وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له وسماه باسم جده أبي أمه أبي أمامة سعد بن زرارة وكناه بكنيته وهو أحد الجلة من العلماء من كبار التابعين بالمدينة ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً ولا صحبه إنما ذكرناه لإدراكه النبي صلى الله عليه وسلم بمولده وهو شرطنا وأبوه سهل بن حنيف من كبار الصحابة من أهل بدر وسيأتي ذكره في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. وتوفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة وهو ابن نيف وتسعين سنة. أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو رافع غلبت عليه كنيته واختلف في اسمه فقيل أسلم كما ذكرنا وهو أشهر ما قيل فيه وقيل بن اسمه إبراهيم قاله ابن معين وقيل بل اسمه هرمز والله أعلم. كان للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فلما أسلم العباس بشرا أبو رافع بإسلامه النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه وكان قبطياً وقد قيل إن أبا رافع هذا كان لسعيد بن العاص فورثه عنه بنوه وهم ثمانية وقيل عشرة فأعتقوه كلهم إلا واحداً يقال إنه خالد بن سعيد تمسك بنصيبه منه وقد قيل إنه إنما أعتقه منهم ثلاثة واستمسك بعض القوم بحصصهم منه فأتى أبو رافع رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه على ما لم يعتق منهم فكلمهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبوه له فأعتقه. وقال جرير بن حازم وأيوب السختياني وعمرو بن دينار إن الذي تمسك بنصيبه من أبي رافع هو خالد بن سعيد بن العاص وحده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعتق إن شئت نصيبك ". قال ما أنا بفاعل قال: " فبعه ". قال ولا قال: " فهبه لي ". قال لا قال: " فأنت على حقك منه ". فلبث ما شاء الله ثم أتى خالد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد وهبت نصيبي منه لك يا رسول الله وغنما حملني على ما صنعته الغضب الذي كان في نفسي فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبه ذلك بعد قبول الهبة فكان أبو رافع يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قيل إنه ما كان لسعيد بن العاص إلا سهماً واحداً فاشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك السهم فأعتقه وهذا اضطراب كثير في ملك سعيد بن العاص له وولاء بنيه ولا يثبت من جهة النقل. وما روي أنه كان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم أولى وأصح إن شاء الله تعالى لأنهم قد أجمعوا أنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يختلفون في ذلك وعقب أبي رافع أشراف بالمدينة وغيرها عند الناس وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم سلمى مولاته فولدت له عبيد الله ابن أبي رافع وكانت سلمى قابلة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وشهدت معه خيبر وكان عبيد الله بن أبي رافع خازناً وكاتباً لعلي رضى الله عنه وشهد أبو رافع أحداً والخندق وما بعدهما من المشاهد ولم يشهد بدراً وإسلامه قبل بدر إلا أنه كان مقيماً بمكة فيما ذكروا وكان قبطياً. واختلفوا في وقت وفاته فقيل مات قبل قتل عثمان رضى الله عنه وقال الواقدي مات أبو رافع بالمدينة قبل قتل عثمان رضى الله عنه بيسير وقيل مات في خلافة علي رضى الله عنه روى عنه ابناه عبيد الله والحسن وعطاء بن يسار. أسلم الحبشي الأسود أسلم الحبشي الأسود كان مملوكاً لعامر اليهودي يرعى غنماً له قال ابن إسحاق وكان من حديثه فيما بلغني أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر بعض حصون خيبر معه غنم له وكان فيها أجيراً لليهودي فقال يا رسول الله أعرض علي الإسلام فعرضه عليه فأسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقر أحداً يدعوه إلى الإسلام ويعرضه عليه فلما أسلم قال يا رسول الله إني كنت أجيراً لصاحب هذه الغنم وهي أمانة عندي فكيف أصنع بها قال اضرب في وجوهها فسترجع إلى ربها فقام الأسود فأخذ حفنة من حصى فرمى بها في وجهها وقال لها أرجعي إلى صاحبك فوالله لا أصحبك بعدها أبداً فخرجت مجتمعة كأن سائقاً يسوقها حتى دخلت الحصن ثم تقدم إلى ذلك الحصن فقاتل مع المسلمين فأصابه حجر فقتله وما صلى الله تعالى صلاة قط فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سجي بشملة كانت عليه فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه ثم أعرض عنه فقالوا يا رسول الله لم أعرضت عنه فقال إن معه الآن زوجته من الحور العين. قال أبو عمر رضى الله عنه إنما رد الغنم والله أعلم إلى حصن مصالح أو قبل أن تحل الغنائم. أسلم بن عميرة الحارثي أسلم بن عميرة بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحداً. أسلم بن بجرة الأنصاري أسلم بن بجرة الأنصاري حديثه في بني قريظة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عنق من أنبت الشعر منهم ومن ينبت جعله في غنائم المسلمين إسناد حديثه ضعيف لأنه يدور على إسحاق بن أبي فروة ولا يصح عندي نسب أسلم بن بجرة هذا وفي صحبته نظر والله أعلم.
|