الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
النهبة 11731- عن محمد بن سيرين قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بجزور فنحرت فانتهب الناس لحمها، فبعث للناس مناديا يقول: إن الله ورسوله ينهيانكم عن النهبة فردوه فقسمه بينهم. (عب) (الحديث رواه أبو داود باب في النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في ارض العدو رقم (2686). وقال الخطابي: النهبى اسم مبنى على فعل من النهب كالرغبى من الرغبة والمراد من النهبى: أخذ مال الغنيمة بلا تقسيم. عون المعبود شرح سنن أبي داود (7/371). ص). 11732- عن أبي قلابة قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بجزور فنحرت فانتهب الناس لحمها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى إن الله ورسوله ينهيانكم عن النهبة. (عب). {الشهادة الحقيقية} 11733- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطى الشهيد ثلاثا، أول قطرة من دمه يغفر له بها ذنوبه، وأول من يمسح التراب عن وجهه زوجته من الحور العين، وإذا وقع جنبه وقع في الجنة. (الديلمي). 11734- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء ثلاثة رجل خرج بنفسه وماله محتسبا في سبيل الله يريد أن لا يقتل ولا يقتل ولا يقاتل يكثر سواد المسلمين، فإن مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها وأجير من عذاب القبر ومن الفزع الأكبر وزوج من الحور العين وحلت عليه حلة الكرامة ووضع على رأسه تاج الوقار والخلد، والثاني رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ولا يقتل فإن مات أو قتل كانت ركبته مع ركبة إبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر، والثالث: رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ويقتل فإن مات أو قتل جاء يوم يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عاتقه والناس جاثون على الركب يقولون: ألا افسحوا لنا مرتين فإنا قد بذلنا دماءنا وأموالنا لله والذي نفسي بيده لو قالوا ذلك لإبراهيم خليل الرحمن أو لنبي من الأنبياء لتنحى لهم عن الطريق بما يرى من واجب حقهم حتى يأتوا منابر من نور عن يمين العرش فيجلسون فينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يغتنمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب والميزان ولا الصراط، ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيئا إلا أعطوه ولا يشفعون في شيء إلا شفعوا فيه ويعطى من الجنة ما أحب وينزل من الجنة حيث أحب. (هب) وضعفه. 11735- عن ابن أبي عوف وعبد العزيز بن يعقوب الماجشون قالا: قال عمر بن الخطاب لمتمم بن نويرة: يرحم الله زيد بن الخطاب لو كنت أقدر أن أقول الشعر لبكيته كما بكيت أخاك فقال متمم: يا أمير المؤمنين لو قتل أخي يوم اليمامة كما قتل أخوك ما بكيته أبدا فأبصر عمر وتعزى عن أخيه وقد كان حزن عليه حزنا شديدا وكان عمر يقول: إن الصبا لتهب فتأتي بريح زيد بن الخطاب قيل لابن أبي عوف: ما كان عمر يقول الشعر فقال: لا ولا بيتا واحدا. (ابن سعد). 11736- عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على قتلى أحد ولم يغسلوا. (ش). 11737- عن جابر كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر واحد وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا. (ش). 11738- عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري وكان ولد عام الفتح فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على وجهه وبرك عليه قال: لما أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد قال: أنا الشهيد على هؤلاء ما من جريح يجرح في الله إلا الله يبعثه يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فاجعلوه أمام صاحبه في القبر وكانوا يدفنون في القبر الاثنين والثلاثة في القبر الواحد. (ابن جرير كر). 11739- عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهداء أحد صلى على حمزة بن عبد المطلب. (كر). 11740- عن ابن عباس قال: أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة. (عب ص ق في البعث). 11741- عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ فقال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. (ن الديلمي) وسند صحيح. 11742- عن سعيد بن جبير قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد قالوا: ليت إخواننا يعلمون ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة فقال الله: أنا أبلغ عنكم فنزلت (ش). 11743- عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الثوب الواحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا. (ش). 11744- عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقتلى يوم أحد فزملوا بدمائهم وأن يقدم أكثرهم قرآنا أخذا للقرآن وأن يدفن اثنان في قبر قال: فدفنت أبي وعمي في قبر. (ش) (رواه النسائي كتاب الجنائز - باب دفن الجماعة في القبر الواحد رقم (2017 و 2018 و 2019 و 2020). وأبو داود في كتاب الجنائز - باب تعميق القبر رقم (3199). والترمذي كتاب الجهاد - باب ما جاء في دفن الميت رقم (1713) وقال: حديث حسن صحيح. ص). 11745- عن نعيم بن همار (نعيم بن همار ويقال: ابن هبار وهدار وخمار وحمار الغطفاني الشامي. والصحيح: همار. راجع تهذيب التهذيب (10/467). والحديث مر برقم [11104]. ص) الغطفاني قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال أي الشهداء أفضل؟ قال: الذين يلقون الصف في الصف فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك الذين يتلبطون في الغرف العلى في الجنة يضحك إليهم ربك وإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه. (ابن زنجويه). الشهادة الحكمية الطاعون 11746- {عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه} قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار فقال: اللهم طعنا وطاعونا، قلت يا رسول الله: إني أعلم أنك سألت منايا أمتك فهذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال: ذرب كالدمل إن طالت بك حياة فستراه. (ع) وهو ضعيف. 11747- عن أبي السفر قال: كان أبو بكر إذا بعث إلى الشام بايعهم على الطعن والطاعون. (مسدد). 11748- عن أنس أن عمر بن الخطاب أقبل ليأتي الشام فاستقبله طلحة ابن عبد الله وأبو عبيدة بن الجراح، فقالا: يا أمير المؤمنين إن معك وجوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيارهم وإنا تركنا بعدنا مثل حريق النار يقال له: الطاعون فارجع العام، فرجع فلما كان العام المقبل جاء فدخل. (كر). 11749- عن طارق بن شهاب قال: كنا عند أبي موسى فقال لنا ذات يوم: لا يضركم أن تخففوا عني فإن هذا الداء قد أصاب في أهلي يعني الطاعون فمن شاء أن يعبره فليفعل واحذروا اثنتين، لا يقولن قائل إن هو جلس فعوفي الخارج لو كنت خرجت لعوفيت كما عوفي فلان، ولا يقولن الخارج إن عوفي وأصيب الذي جلس لو كنت جلست أصبت كما أصيب فلان، وإني سأحدثكم بما ينبغي للناس من خروج هذا الطاعون إن أمير المؤمنين كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح حيث سمع بالطاعون الذي أخذ الناس بالشام إني بدت لي حاجة إليك فلا غني بي عنك فيها فإن أتاك كتابي ليلا فإني أعزم عليك أن تصبح حتى تركب إلي، وإن اتاك نهارا فإني أعزم عليك أن تمسي حتى تركب إلي، فقال أبو عبيدة: قد علمت حاجة أمير المؤمنين التي عرضت وإنه يريد أن يستبقي من ليس بباق، فكتب إليه إني في جند من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم وإني قد علمت حاجتك التي عرضت لك وإنك تستبقي من ليس بباق فإذا أتاك كتابي هذا فحللني من عزمك وائذن لي في الجلوس، فلما قرأ عمر كتابه فاضت عيناه وبكى، فقال له من عنده: يا أمير المؤمنين مات أبو عبيدة قال: لا، وكان قد كتب إليه عمر إن الأردن أرض وبية عمقة وإن الجابية أرض نزهة فاظهر بالمهاجرين إليها فقال أبو عبيدة حين قرأ الكتاب: أما هذا فنسمع فيه أمر أمير المؤمنين ونطيعه فأمرني أن أركب وأبويء الناس منازلهم فطعنت امرأتي فجئت أبا عبيدة فأخبرته فانطلق أبو عبيدة يبويء الناس منازلهم فطعن فتوفي وانكشف الطاعون، قال أبو الموجه: زعموا ان أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفا من الجند فماتوا فلم يبق إلا ستة آلاف رجل. (كر) وروى سفيان بن عيينة في جامعه عن طارق نحوه وأخصر منه. 11750- عن علي قال: دعا نبي على أمته، فقيل له: أتحب أن أسلط عليهم الجوع؟ قال: لا، قيل له: أتحب أن ألقى بأسهم بينهم؟ قال: لا، فسلط عليهم الطاعون موتا ذفيفا يحرق القلوب ويقلل العدد. (ابن راهويه). 11751- عن عبد الرحمن أن عمر كتب إلى عماله بالشام إذا سمعتم بالوباء قد وقع فاكتبوا إلي فجئت وهو نائم وذاك بعد رجوعه من سرغ (سرغ: في حديث الطاعون: حتى إذا كان بسرغ: هي بفتح الراء وسكونها: قرية بوادي تبوك من طريق الشام وقيل على ثلاث عشرة مرحلة من المدينة. وسرغ: يجوز فيها الصرف وعدمه، النهاية في غريب الحديث (2/361). ص) فسمعته لما قام من نومه قال: اللهم اغفر لي في رجوعي من سرغ. (ابن راهويه). 11752- عن زرعة بن ذوئب الدمشقي أن عمر بن الخطاب كتب إلى عامله بالشام إذا وقع الوباء بأرض فأكتب إلي فلما وقع الوباء بالشام كتب إليه فأقبل حتى قدم. (كر سيف). 11753- عن عمر بن أبي حارثة وأبي عثمان والربيع بن النعمان البصري قال: وقع الطاعون بعد الشام ومصر والعراق واستقر بالشام ومات فيها الناس الذين هم الناس في المحرم وصفر وارتفع عن الناس وكتبوا بذلك إلى عمر ما خلا الشام، فخرج حتى إذا كان منها قريبا بلغه أنه أشد ما كان فقال: وقال الصحابة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا عليكم، فرجع حتى ارتفع منها، وكتبوا إليه بذلك وبما في أيديهم من المواريث فجمع الناس في سنة سبع عشرة في جمادى الأولى فاستشارهم في البلدان فقال: إني قد بدا لي أن أطوف على المسلمين في بلدانهم لأنظر في آثارهم، فأشيروا علي. (كر). 11754- عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: أدع لي المهاجرين الأولين فدعاهم فاستشارهم فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال: ارتفعوا عني ثم قال: ادع لي الأنصار فدعوتهم له فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال: ارتفعوا عني ثم قال: ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعاهم فلم يختلف عليه منهم رجلان فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل فهبطت واديا له عدوتان، أحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال: إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال: فحمد الله عمر ثم انصرف. (مالك وسفيان بن عيينة في جامعه حم خ م ق) (رواه مالك في الموطأ كتاب الجامع باب ما جاء في الطاعون رقم (22) ورواه البخاري في صحيحه كتاب الطب باب ما يذكر في الطاعون (7/168) ورواه مسلم في صحيحه كتاب السلام - باب الطاعون والطيرة... رقم (2219). ص). 11755- عن زنكل بن علي وزير لعمر بن عبد العزيز قال: قال حذيفة بن اليمان: يا طاعون خذني إليك ثلاث مرات قبل سفك دم حرام وقبل جور في الحكم وقبل إمارة الصبيان وكثرة الزبانية. (كر). 11756- عن عبد الرحمن بن غنم قال: وقع الطاعون بالشام فقال عمرو بن العاص: إن هذا الطاعون رجز ففروا منه في الأودية والشعاب فبلغ شرحبيل بن حسنة فغضب، وقال: كذب عمرو بن العاص لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من جمل أهله إن هذا الطاعون دعوة نبيكم ورحمة ربكم ووفاة الصالحين قبلكم فبلغ ذلك معاذا فقال: اللهم اجعل نصيب آل معاذ الأوفر، فماتت ابنتاه، وطعن ابنه عبد الرحمن، فقال: (ابن خزيمة كر). 11757- عن شهر بن حوشب (شهر بن حوشب الأشعري أبو سعيد مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، وتوفي سنة 111، وقال النسائي: ليس بالقوي. راجع تهذيب التهذيب (4/369). ص) قال: لما مات معاذ تكلم عمرو ابن عبسة أيضا فيمن يليه وكان يقول: أنا رابع الإسلام، فقال: يا أيها الناس إن الطاعون رجز فتفرقوا عنه في الشعاب: فقام شرحبيل بن حسنة فقال: والله لقد أسلمت وإن أميركم هذا أضل من جمل أهله فانظروا ما يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تهربوا فإن الموت في أعناقكم وإذا كان بأرض فلا تدخلوها فإنه يحرق القلوب... (ذكر الترمذي الرواية الأخيرة من لفظ هذا الحديث: كتاب الجنائز باب ما جاء في كراهية الفرار من الطاعون رقم (1065). وكما مر في الحديث السابق الطويل وآخر فقرة منه برقم (11756) راجعه وهكذا في أصل المطبوع لم يذكر اسم المخرج انتهى. ص). 11758- عن يونس بن ميسرة بن حلبس (يونس بن ميسرة بن حلبس أبو عبيد الدمشقي الأعمى. قال ابن سعد: كان ثقة تابعي، وقال البزار: ثقة من عباد أهل الشام توفي سنة 132 ه. تهذيب التهذيب (11/448). ص) قال: نزل المسلمون الجابية وهم أربعة وعشرون ألفا، فوقع الطاعون فيهم، فذهب منهم عشرون ألفا، وبقي أربعة آلاف، فقالوا: هذا طوفان، وهذا رجز، فبلغ ذلك معاذا، فبعث فوارس يجمعون الناس فقال: اشهدوا المدارس اليوم عند معاذ، فلما اجتمعوا، قام فيهم فقال: أيها الناس والله لو أعلم أني أقوم فيكم بعد مقامي هذا ما تكلفت القيام فيكم، وقد بلغني أنكم تقولون هذا الذي وقع فيكم طوفان ورجز، والله ما هو الطوفان ولا الرجز، وإنما الطوفان والرجز كان عذابا، عذب الله به الأمم، ولكن في الدنيا... الله لكم فاستجاب لكم دعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ألا فمن أدرك خمسا واستطاع أن يموت، فليمت: أن يكفر الرجل بعد إيمانه، وأن يسفك الدم بغير حقه وأن يعطى مال الله بأن يكذب أو يفجر، وأن يظهر التلاعن بينكم، أو يقول الرجل حين يصبح: والله لئن حييت أو مت ما أدري ما أنا عليه. (كر). 11759- عن عبد الرحمن بن غنم قال: كان عمرو بن العاص حين أحس بالطاعون فرق فرقا شديدا فقال: يا أيها الناس تبددوا في هذه الشعاب وتفرقوا، فإنه قد نزل بكم أمر من الله لا أراه إلا رجزا أو الطوفان، قال شرحبيل بن حسنة (شرحبيل بن حسنة: هو ابن عبد الله بن المطاع بن قطش الغوثي. وحسنة: قيل أنها أمه وقيل أنها تبنته هو وأخاه عبد الرحمن بن عبد له صحبة وكان واليا على الشام لعمر وتوفي بها س/ ه. تهذيب التهذيب لابن حجر (4/324) انتهى. ص): قد صاحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت أضل من حمار أهلك، قال عمرو: صدقت، قال معاذ لعمرو ابن العاص: كذبت ليس بالطوفان ولا بالرجز ولكنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم، اللهم آت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة. (كر). أنواع أخر 11760- {مسند عمر رضي الله عنه} عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل فأشرفنا على واد فرأيت شابا يرعى غنما له، أعجبني شبابه فقلت: يا رسول الله وأي شاب لو كان شبابه في سبيل الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عمر فلعله في بعض سبيل الله وأنت لا تعلم، ثم دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا شاب هل لك من تعول؟ قال: نعم، قال: من، قال أمي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الزمها فإن عند رجليها الجنة، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن كان الشهيد ليس إلا شهيد السيف فإن شهداء أمتي إذا لقليل، ثم ذكر صاحب الحرق، والشرق، والهدم، والبطن، والغريق، ومن أكل السبع ومن سعى على نفسه ليعزها ويغنيها عن الناس فهو شهيد. (إسماعيل الحطبي في حديثه خط في المفترق) وفيه أبو غالب عن ابن أحمد بن النصر الأزدي، قال الدارقطني ضعيف، وقال أحمد بن كامل القاضي لا أعلمه ذم في الحديث حكاها في الميزان وقال في اللسان ذكره سلمة الأندلسي وقال إنه ثقة. 11761- عن يزيد بن أسد أنه قدم على عمر بن الخطاب من دمشق فقال: ما الشهداء فيكم يا أمير المؤمنين؟ فقال: الشهداء من قاتل في سبيل الله حتى يقتل، فما تقولون فيمن مات حتف أنفه لا تعلمون منه إلا خيرا؟ قال نقول عبد عمل خيرا ولقي ربا لا يظلمه يعذب من عذب بعد الحجة عليه والمعذرة فيه أو يعفو عنه، فقال: عمر كلا والله ما هو كما تقولون من مات مفسدا في الأرض ظالما للذمة عاصيا للإمام غالا للمال ثم لقي العدو فقاتل فقتل فهو غير شهيد ولكن الله قد يعذب عدوه بالبر والفاجر وأما من مات حتف أنفه لا تعلمون منه إلا خيرا، فكما قال الله تعالى: (أبو العباس الأصم في جزء من حديثه). 11762- عن ربيع بن إياس الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاد ابن أخي جبر الأنصاري، فجعل أهله يبكون عليه، فقال لهم جبر: لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصواتكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن فليبكين ما دام حيا، فإذا وجب فليسكتن، فقال بعضهم، ما كنا نرى أن يكون موتك على فراشك حتى تقتل في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو ما الشهادة؟ إلا القتل في سبيل الله، إن شهداء أمتي إذا لقليل، إن الطعن شهادة، والبطن شهادة، والنفساء بجمع شهادة والحرق شهادة، والهدم شهادة، والغرق شهادة، وذات الجنب شهادة. (طب). فصل {في أحكام القتلى} 11763- عن جابر قال: قتل أبي وخالي يوم أحد فحملتهما على بعير فأتيت بهما المدينة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ردوا القتلى إلى مصارعهم. (ابن النجار) (رواه النسائي كتاب الجنائز باب أين يدفن الشهيد رقم (2006). ورواه أبو داود كتاب الجنائز رقم (3149). والترمذي كتاب الجهاد باب ما جاء في دفن القتيل في مقتله رقم (1717) وقال هذا حديث حسن صحيح ونبيح راوي الحديث: ثقة. ص). باب في لواحق الجهاد {قتال البغاة} 11764- عن أنس بن مالك قال، قدم ناس من عرينة المدينة فاجتووها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا واستصحوا فمالوا على الرعاء فقتلوهم واستاقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروا بعد إسلامهم فبعث في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركوا بالحرة حتى ماتوا. (عب). 11765- عن قتادة عن أنس أن نفرا من عكل وعرينة تكلموا بالإسلام فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم كانوا أهل ضرع ولم يكونوا أهل ريف، فاجتووا المدينة وشكوا حماها فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذود وأمر لهم براع وأمرهم أن يخرجوا من المدينة فيشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا حتى إذا كانوا بناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم وساقوا الذود، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث الطلب في أثرهم فأتى بهم فسمل أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم؛ وتركوا بناحية الحرة يقضمون حجارتها، حتى ماتوا، قال قتادة: بلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: (عب). 11766- عن أنس أن نفرا من عرينة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا وبايعوه، وقد وقع بالمدينة الموم وهو البرسام، فقالوا: هذا الوجع قد وقع يا رسول الله فلو أذنت لنا فخرجنا إلى الإبل فكنا فيها، فقال: نعم فأخرجوا فكونوا فيها، فخرجوا فقتلوا أحد الراعيين، وذهبوا بالإبل، وجاء الآخر وقد جرح، فبلغوا حاجتهم وذهبوا بالإبل وعنده شباب من الأنصار قريب من العشرين فأرسل إليهم وبعث معهم قائفا يقتص فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم. (ابن النجار). 11767- عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قال عثمان لأبي ذر: أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت على البئر أسقى. (ابن منيع). 11768- عن عامر الشعبي قال: كان حارثة بن بدر التميمي قد أفسد في الأرض، وحارب فكلم الحسن بن علي وابن عباس وابن جعفر وغيرهم من قريش، فكلموا عليا فأبى أن يؤمنه، فأتى سعيد بن قيس الهمداني فكلمه، فانطلق سعيد إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين ما تقول في من أفسد في الأرض وحارب؟ فقال: (ش وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف وابن جرير وابن أبي حاتم). 11769- عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم مثل بالذين سرقوا لقاحه (جمع لقحة بكسر اللام وفتحها وهي الناقة ذات الدر. والحديث رواه مسلم في صحيحه كتاب القسامة باب حكم المحاربين رقم 11 ومعنى سمل: فقأها وأذهب ما فيها وفي رواية: سمر كحلها بمسامير محمية وقيل هما بمعنى واحد. راجع صحيح مسلم كتاب القسامة باب حكم المحاربين (3/1296). ص)، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم. (عب). المتفرقات 11770- عن عمر قال: ما نصارى العرب بأهل الكتاب وما تحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم. (الشافعي ق). 11771- عن جرير بن عثمان الرحبي أن معاوية بن عياض بن غطيف أتى عمر بن الخطاب وعليه قباء وخفان رقيقان فأنكر ذلك عليه، قال: ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين أما القباء فإن الرجل يشد فيضم ثيابه وأما الخفاف الرقاق فإنها أثبت في الركب، فقال عمر: نعم ورخص له في ذلك. (ابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف). 11772- {مسند علي رضي الله عنه} عن عباد بن عبد الله قال: صعد علي على المنبر يوم الجمعة فخطب وقد أحدقت به الموالي فقام الأشعث ابن قيس فقال: غلبتنا عليك هذه الحميراء، فقال علي: من يعذرني؟ أما والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتم عليه بدأ. (ش والحارث وابن راهويه وأبو عبيد في الغريب والدورقي وابن جرير وصححه ع والبزار ص). 11773- عن زياد بن حدير الأسدي قال: قال علي: لئن بقيت لنصارى بني تغلب لأقتلن المقاتلة ولأسبين الذرية فإني كتبت الكتاب بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا ينصروا أبناءهم. (د) وقال: هذا حديث منكر بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا، قال اللؤلؤي: ولم يقرأه (د) في العرضة الثانية (عق) وقال: لا يتابع أبو نعيم النخعي عليه وابن جرير وصححه حل ق). 11774- عن إبراهيم بن الحارث التيمي رضي الله عنه قال: وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا: (أبو نعيم في المعرفة وابن منده) وسنده قال في الإصابة لا بأس به. 11775- عن عمر قال: نستعين بقوة المنافق، وإثمه عليه. (ش ق). 11776- عن عمرو بن العاص، قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوما ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه، ثم جذبه حتى وجب لركبتيه ساقطا وتصايح الناس فظنوا أنه مقتول، فأقبل أبو بكر يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه، ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول: ربي الله؟ ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوس في ظل الكعبة، فقال: يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح وأشار بيده إلى حلقه، فقال له أبو جهل: ما كنت جهولا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت منهم. (ش). 11777- عن الحسن قال: كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء. (خ في تاريخه كر). الجهاد الأكبر والأصغر 11778- عن مولى لأبي بكر قال: قال أبو بكر الصديق: من مقت نفسه في ذات الله، آمنه الله من مقته. (ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس). 11779- عن جابر قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم غزاة فقال: قدمتم خير مقدم، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر مجاهدة العبد هواه. (الديلمي). 11780- عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أي الجهاد أفضل قال: أن يجاهد الرجل نفسه وهواه. (ابن النجار).
|