الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم القواعد ***
حَاشَى: حَرفٌ مِنْ حُرُوفِ الاسْتِثْنَاءِ تَجُرُّ مَا بعدها، كما تَجرُ حَتَّى. هذا ما يَرَاه سِيبَوَيه والبَصْرَيون، وعند الآخرين: فِعلٌ مَاضٍ حَكَوْا: " شَتَمتهُم ومَا حَاشَيْتُ مِنْهُم أَحَدًا" وما تَحَشَّيتُ ومَا حَاشَيت: أي ما قُلتُ حَاشَا لِفُلانٍ، والصحيح أنها حَرْفٌ مَثلُ عَدَا وخلا تجر المستثنى ولذلِكَ خَفَضُوا بحَاشَى كما خَفِض بهما، قال الشاعر: حاشَى أبي مَرْوان إنَّ به *** ضَنًّا عن المَلْحَاة والشَتْمِ ومن قال: حَاشَى لِفُلانٍ خَفَضَه باللَّامِ الزَّائِدةِ، ومَنْ قال: حَاشَى فُلاَنًا أضْمرَ في حَاشَا مَرْفُوعا، ونَصَبَ فُلانًا بَحَاشَى، وإذا كانتْ حرفَ جر فَلَهَا تعلُّق، وسَيأتي في خلا وتَخْتَلِفُ" حَاشَا" عن" خَلا وعَدَا" بأمورٍ منها: أن الجَرَّ بـ "حاشا" هو الكثِيرُ الرَّاجح (لذلكَ التُزِمَ سيبويه وأكثرُ البَصْرِيين حَرْفيتها ولم يُجِيزُوا النصب، والصحيح جوازُه فقد ثَبَت بنقل أبي زيد وأبي عمرو الشيباني والأخفش وابن خَرُوف، وأَجَازه المازني والمبرد والزجاج) مَع جَواز النَّصبِ وعليه قَوْلُ الشاعر: حَاشَا قَريْشًا فَإنَّ الله فَضَّلَهُمْ *** على البَرِيَّة بِالإِسْلاَمِ والدِّينِ وقوله: "الَّهُمَّ اغْفِرْ لي ولمنْ يَسمِعُ حَاشَا الشَّيطانَ وأبا الأَصْبَغ". وقول المنقِذ بنِ الطَّمَّاح الأسدي: حَاشَا أبَا ثَوْبَان إنَّ أبا *** ثَوْبَانَ لَيس ببُكْمَة فَدْم (البُكْمة: من البَكَم وهو الخَرَس، والفَدْم: العَيّي الثقيل) قال المَرْزُوقي في رِواية الضَّبِيّ: "حَاشَا أَبا ثَوْبان بالنصب ومنها: أنَّ حَاشَا لا تَصْحبُ "مَا". فلا يجوزُ "قامَ القوم ما حَاشَا زَيْدًا". وأمَّا قولُ الأخْطل: رأيتُ النَّاسَ ما حَاشَا قُرَيْشًا *** فإنَّا نَحنُ أفْضَلُهُم فَعَالًا فَشَاذّ، ولِحَاشَى أحْكامٌ في المستثنى والجار والمجرور (= المستثنى والجار والمجرور). الحال:
-1 تَعْرِيفُه: هي ماتُبيِّن هَيْئَة الفاعِلِ أو المَفْعُولِ به لَفْظًا أو مَعْنىً، أو كِلَيْهما. وعَامِلُها: الفِعلُ، أو شِبْهُهُ، أو مَعْنَاهُ وشَرْطُها: أنْ تكونَ نَكِرةً وصَاحِبُها مَعْرِفةً نحو" أقْبلَ مُحَمَّدٌ ضَاحِكًا" و "اشْرِب الماءَ بارِدًا" و "وكلَّمتُ خَالِدًا مَاشِيَيْن" و "هذَا زيدٌ قَائِمًا". وقولُهم: "أرْسَلَها العِراكَ" و "مرَرْتُ به وحدَه" مِمَّا يُخَالفُ ظاهِرًا شَرْطَ التَّنِكِير - فمؤول، فَأَرْسَلَها العِرَاكَ، تَؤُوَّلُ مُعْتَرِكَة، وَوَحْدَه تُؤَوَّل مُنْفَردًا وقال سيبويه: "إنَّها مَعَارِفُ مَوْضُوعةٌ مَوْضِعَ النَّكراتِ أي مُعْتَرِكة، إلخ". وسيأتي بيانها وتفصيلها. -2 أوصاف الحال. للحال أرْبَعَةُ أوْصَاف: (أ) مُنْتَقِلة، وهي الحالُ الَّتي تَتَقيَّد بوقتِ حُصُولِ مَضْمُونِ الجُمْلة، وهي الأصلُ والغَالبُ نحو" سَافَرَ عليٌّ رَاكبًا" والمَرَاد أنه لا يَدُوم على الركوب. ولابُدَّ سَيَنزِل. (ب) الحَالُ الثَّابِتةُ: هي التي تَقَعُ وَصْفًا ثَابِتًا في مَسائلَ ثلاثٍ: (1) أنْ تَكونَ مُؤَكِّدةً لِمَضْمُونِ جُمْلةٍ قَبْلَها، نحو" عَلِيٌّ أبُوكَ رَحِيمًا" فإنَّ الأُّبُوَّةَ من شَأْنِها الرَّحْمَةُ، أو مُؤَكَّدةً لِعَامِلها نحو: {وَيَوْمَ أُبْعَث حَيًّا} (الآية "33" من سورة مريم "19") والبَعْث مِنْ لاَزِمِه الحَيَاة. (2) أنْ يَدُلَّ عَامِلُها على تَجدُّدِ صَاحِبها - أي حدوثِه بعد أنْ لم يَكُنْ - نحو: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} (الآية "28" من سورة النساء "4"). وقول الشاعر (هو رجل من بين جناب): فَجَاءتْ به سَبْطَ العِظَامِ كأَنَّما *** عِمامَتُه بَيْنَ الرِّجالِ لِواءُ (سَبْط العظام: حسنَ القد والاستواء. واللَّواء: دون العَلَم، والشَّاهد: سَبْطَ العِظام فإنَّه حالٌ غير منتقلة) (3) أنْ يكونَ مَرْجِعَها السَّماعُ، ولا ضَابِطَ لها، نحو: {وهُوَ الذي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الكِتَابَ مُفَصَّلًا} (الآية "114" من سورة الأنعام "6"). (ب) أنْ يكونَ مَرْجِعَها السَّماعُ، ولا جَامدةً وذلِكَ أيضًا غَالبٌ، وتقعُ جامِدَةً في عَشْرِ مَسَائل: (1) أنْ تَدُلَّ على تَشْبِيهٍ نحو "بدا خَالدٌ أَسَدًا" ومِنْه قوله: بَدَتْ قَمَرًا ومَالَتْ خُوطً بانٍ *** وَفَاحَتْ عَنْبَرًا وَرَنَتْ غَزالا (الخُوط: الغُصْن النَّاعم، "البَان" شجر) (2) أن تَدُلَّ على مفاعلة نحو "بعته يدًا بيد" و "كلَّمته فاه إلى فيَّ" (3) أن تفيد ترتيبًا نحو "ادخلوا رجلًا رجلًا"و "قرأت الكتاب بابًا بابًا"ف"رجلًا رجلًا"و "بابًابابًا"مجموعهما هو الحال. (4) أنْ تَدُلَّ على التَّعسير نحو "بعْهُ البُرَّ مُدًّا بِدِرْهَمَين". فـ "مُدًّا" حالٌ جَامِدَة. وجُمْهُورُ النُّحَاةِ مُؤَوَّلَةٌ بالمُشْتَق فَيُؤَوَّلُ الأَوَّلُ: مُشَبَّهًا بأسدٍ، والثاني: مُتَقَابِضَيْن، والثالي: مُرَتَّبِين، والرَّابعُ: مُسَعِّرًا. أمّا السِّتَّةُ الآتِيةُ فَهِيَ جَامِدَة لا تُؤَوَّل بِمُشْتَق. (5) أنْ تكونَ مَوْصُوفَةً نحو{إنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيًّا} الآية "2" من سورة يوسف "12"). (6) أن تَدُلَّ عَلى عَدَدٍ نحو{فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} (الآية "142" من سورة الأعراف "7"). (7) أن يُقْصَدَ بها تَفْضيلُ شَيءٍ عَلى نَفْسِهِ أو غيرِه باعْتبارَيْن نحو: "عَلِيٌّ خُلُقًا أَحْسَنُ منه عِلْمًا". (8) أَنْ تكونَ نوعًا لصاحِبها نحو: " هَذَا مَالُكَ ذَهَبًا". (9) أَنْ تكونَ فَرْعًا لصَاحِبها نحو: {وَتَنْحَتُونَ الجِبَالَ بُيُوتًا} (الآية "74" من سورة الأعراف "7"). (10) أنْ تكونَ أصْلًا لهُ نحو "هذَا خَاتَمُكَ فِضَّةً" ونحو قوله تعالى: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (الآية "61" من سورة الإسراء "17"). (جـ) أنْ تكونَ نَكِرَةً لا مَعْرِفةً، وذَلكَ لازِمٌ، فإنْ وَرَدَتْ مَعْرِفَةً أُوِّلَتْ بِنكِرَة نحو "جَاء وحدَه". أي مُنْفَرِدًا، و "رجَعَ عَودَهُ على بَدْئه". أي عَائِدًا، ومثلُه "مَرَرْتُ بالقومِ خَمْسَتَهم" و "مرَرْتُ بهم ثَلاثَتَهم" (ويجوز بخمستهم وثَلاثَتهم على البَدَل ولكِن يَخْتلف المعنى) أي تَخْمِيسًا وتَثْلِيثًا، و "جاءُوا قَضَّهُم بَقَضِيضَهم" (في القاموس: بفتح ضاد" قضهم" أي على الحال - وبضمها - أي جميعُهم على التوكيد، والقضّ: الحَصَى الصِّغار، والقَضِيض: الحَصَى الكِبَار). أي جَمِيعًا، ومنه أيْضًا قولُهم "فَعَلْتُه جُهْدِي" و "أسْرَعتُ طَاقَتي" ولا تُسْتَعملُ إلاَّ مُضَافًا وهو مَعْرِفة، وفي مَوضِع الحَال، وتَأْويله: مُجْتَهِدًا ومُطِيقًا. ومِنْه قَوْلُ لَبيد: فأَرْسَلَها العِرَاكَ ولم يَذُدْهَا *** ولم يُشفِق على نَغَصِ الدِّخال (الإرْسَال: التخلية والإِطلاق، وفاعل أرسلها: حِمارُ الوَحْش، وضميرُ المؤنث لِأُتُنِه، والذَّوْد: الطَّرْدُ، أشْفَق عليه: إذا رَحمه، والنَّغَص، مصدر يقال: نغص ينغص: إذا لم يَتم مُرادُه، وكذا البَعير إذا لم يتم شُرْبُه، والدَّخَال: أَنْ يُداخل يعيرٌ قد شَرِب مرَّة في الإِبل التي لم تَشْرب حتى يشرب مَعَها، يقول: أوْرَد العَيْر - وهو حِمَارُ الوَحْش - أُتُنَه الماءَ دَفْعةً وَاحِدةً مُزْدَحِمة ولم يَشْفِق على بَعْضِها أن يتنغَّص عند الشُّرب، ولم يَذُدْها لأنَّه يخافْ الصَّياد بخلاف الرِّعَاء الذين يُديرُون أَمْر الإِبل، فإنهم إذا أورَدُوا الإِبل جَعلُوها قِطَعًا حتى تَرْوَى) ومثلُ فأرسلها العراك، قولك: " مررت بهم الجَمَّاءَ الغَفِيرَ" أي على الحال على نية طرح الألف واللام وهذا كقولك: " مررت بهم قاطبةً" و "مرَرْت بهم طُرًّا". (= أنظرهما في حرفيهما). (د) أن تكونَ نَفس صَاحبها في المعنى، ولذا جَازَ" جَاء عليٌّ ضَحِكًا" لأنَّ المصدرَ يباينُ الذاتَ بخلاف الوصفِ، وقد جاءتْ مَصادِرُ أحْوالًا في المَعَارِف نحو: "آمَنْتُ باللَّه وَحْدَه". و "أرْسَلَهَا العِرَاكَ" كما تَقَدَّم وبكَثْرةٍ في النَّكِرات نحو" طَلَعَ بَغْتَةً" و" سَعَى رَكْضًا" ومنه قوله تَعالى: {ثُمَّ اَدُعهُنَّ يأْتِينَكَ سَعْيًا} (الآية "260" من سورة البقرة "2") ومنه"قَتَلَه صَبْرًا"وذلك كلُهُّ عَلَى التَّأويل بالوصف: أي مُباغِتًا، ورَاكِضًا، وسَاعِيًا، ومَصْبُورًاأي مَحْبُوسًا، والجُمْهُور على أنَّ القِياسَ عليه غيرُ سَائغٍ. وابنُ مالك قَاسَهُ في ثَلاثةِ مواضعَ: (الأوَّل) المَصْدرُ الواقِعُ بعد اسمٍ مُقْتَرِنٍ بـ "أل" الدالة على الكمال، نحو "أَنتَ الرَّجُلُ عِلْمًا" فيجوزُ " أنْتَ الرَّجُلُ أَدَبًَا ونُبْلًا" والمعنى: الكَامِلُ في العِلِم والأدَبِ والنُّبْل. (الثاني) أَنْ يَقَعَ بعدَ خَبرِ شُبِّهَ بِهِ مُبْتَدؤه نحو "أنْتَ ثَعْلَبٌ مُرَاوَغَةً". (الثالث) كلُّ تركيبٍ وقع فيه الحالُ بعد "أما" في مَقامٍ قُصِدَ فيه الرَّدُّ على مَنْ وَصَفَ شَخْصًا بوصفين، وأنتَ تَعْتقِدُ اتِّصَافَهُ بأحَدِهِمَا دُونَ الآخَرِ نحو" أَمَّا عِلْمًا فَعالِمٌ" والنَّاصِبُ لهذه الحالِ هو فعلُ الشَّرطِ المحذوف، وصاحبُ الحالِ هُوَ الفاعل، والتَّقدير: مَهْمَا يَذْكُرُه إنسانٌ في حالِ عِلْمٍ فالمذكور عالمٌ. وهُناكَ أسَماءُ تَقَعُ حَالًا ليستْ مُشْتَقَّات، وليست مَصادر، بل تُوضَع مَوْضِعَ المَصَادر نحو" كَلَّمتُه فَاهُ إلى فِيَّ" التَّقْدير: كلمتُه مُشَافَهةً، ونحو: "ايَعْتُه يَدًا بِيَدٍ" أي بَايَعْتُه نَقْدًا وقد تقدم، ولَوْ قُلْت: "كلمتُه فُوه إلى فِيَّ" لجاز. أمَّا" بايَعْتُه يَدٌ بِيدٍ" برفع" يَدٌ" فلا يجوز، ومن ذلك قولهم في المثل: "تفرَّقُوا أيْدِي سَبَا" و "أيدي" وأياديَ - على رواية ثَانية - في موضع الحال، والتَّقْدير: مثلَ تَفرَّق أيْدِي سَبَا. [3] صاحِبُ الحَال: الأصلُ في صَاحِب الحَال: التَّعرِيفُ ومن التَّعرِيف قَولُكُ: " مَرَرْت بكُلٍّ قائمًا" و "مرَرْتُ بِبَعْضٍ نَائِمًا". و "ببْعضٍ جالِسًا" وهو مَعْرفة لأن التَّنْوين فيه عِوَضٌ عن كَلِمَةٍ مَحْذُوفَةٍ، والمَحْذُوف تَقْديرُه: بكلِّ الصّالِحين، أو بكلِّ الأصْدقاء، وصارَ مَعْرفةً لأنه بالحقيقة مضافٌ إلى مَعْرِفة ومثله قوله تعالى: {وكُلٌّ أَتَوْهُ داخرين} (الآية "87" من سورة النمل "27"). وقد يَقْعُ نَكِرةً في مَوَاضِعَ وهِي المُسَوِّغات: منها أنْ يَتَقَدَّمَ عليه الحَالُ نحو قول كُثّير عَزَّة: لعَزَّةَ مَوحِشًا طَلَلُ *** يَلوحُ كأنَّهُ خِلَلُ (أصله: لِعزَة طَلَلٌ مُوحِشٌ، و "موحش" نَعْت لـ " طَلَل" فلما تَقدَّم عليه بَطل أنْ يكونَ صِفَةً لِأَنَّ الصفةَ لا تَتَقَدَّمُ على المَوْصُوف، فصارَ حَالًا، والمُسَوغ له: تقدُّمُه على صاحِبه والطَّلَلَ ما بعي من آثارِ الدار، والخِلل: جمع خِلة، وهي كل جِلدَةٍ منقوشة) ومنها: أن يَتَخَصَّصَ إِمَّا بوَصْفٍ، نحو: {ولمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ من عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقًا} القراءة المشهورة: مصدِّقٌ لما معهم، وقال القرطبي: ويجوز في غير القرآن نصبه على الحال، وكذلك هو في مصحف أُبَيّ بالنصب فيما رُوي 1. هـ والآية هي "89" من سورة البقرة "2") أو إضافة نحو: {في أَرْبَعَةِ أيَّامٍ سَواءً للسَّائِلين} (الآية "10" من سورة فصِّلتْ "41" أو بمعمولٍ نحو" عجِبْتُ من مُنْتَظرٍ الفَحْصَ مُتَكَاسِلًا". ومنها: أن يَسبقَهُ نفي نحو: {وَمَا أهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ ولها كِتَابٌ مَعْلُومٌ} (الآية " 4" من سورة الحجر "15") أو نهي كقولِ قَطَريّ بن الفُجَاءة: لاَ يَرْكَنَنْ أَحَدٌ إلى الإِحْجَامِ *** يَوْمَ الوَغَى مُتَخَوِّفًا لِحَمَامِ (الإِحجام: التأخر، الوغى: الحرب، الحِمَام: الموت) أو استِفْهام كقوله: يا صَاحِ هَلْ حُمَّ عَيْشٌ بَاقِيًا فَتَرى*** لِنَفْسِكَ العُذْرَ في إبْعَادِها الأَمَلاَ (صاح: مرخم صاحب،، وحم: قدر) وقد تَغْلب المعْرِفةُ النكِرةَ في جملة ويأتي منهما حال، تقول: "هذان رجُلان وعَبْدُ الله مُنْطَلِقَيْن" وإنْ شِئتَ قلتَ: "هَذَان رَجُلان وعبدُ الله مُنْطَلقان". وتقول: "هؤلاءِ ناسٌ وعبدُ اللهِ مُنْطَلِقين" إذَا خَلَطْتَهم، وتقول: " هذه ناقَةٌ وفَصِيلُها راتِعَيْن" ويجوز راتِعَتَان. وقد يَقَعُ نَكِرةً بغَيْر مُسَوِّغٍ كقولهم: "عليهِ مائةٌ بَيْضًا" وفي الحديث: " وصلَّى وَرَاءَه رِجَالٌ قِيامًا". -4 الحَالُ مع صاحِبها - في التَّقَدُّم والتأخر لَهَا ثلاثُ أَحْوال: (أ) جَوَازُ التَأخُّرِ عنه والتَّقَدُّمِ عليه نحو" لا تَأكُلِ الطَّعَامَ حارًّا" ويجوز " لا تأكُلْ حَارًْا الطَّعَامَ". (ب) أن تَتَأخَّرَ عنه وُجُوبًا وذلكَ في مَوْضِعَين: (1) أن تكُونَ مَحْصورةً، نحو: {وَمَا نُرْسِلُ المُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِين ومُنْذِرِينَ} (الآية "48" من سورة الأنعام "6"). (2) أنْ يكُونَ صَاحِبُها مَجْرورًا إمَّا بحرْفِ جَرٍّ غيرِ زائد نحو" نَظَرْتُ إلى السَّماءِ لامِعَةً نُجومُها" وأمَّا قوْلُ الشَّاعر: تَسَلِّيْتُ طُرًّا عَنْكُمُ بَعْدَ بَيْنِكم *** بِذكْرَاكُمُ حتى كَأنَّكُم عِندي بتقدِيم "طُرًّا" وهي حالٌ على صَاحِبِها المجرورِ بعن، فَضَرُورة. وإمَّا بإضافة، نحو" سَرَّني عَمَلُكَ مُخْلِصًا". حال من الكاف في عملك وهي مضاف إليه. (جـ) أن تتقدَّمَ عليه وُجُوبًا كما إذا كان صَاحِبُها مَحْصُورًا فيه نحو "ما حَضَرَ مُسْرِعًا إلاَّ أَخُوكَ". -5 شَرْطُ الحالِ منَ المضافِ إليه: تأتي الحالُ من المضافِ إليه بشرط أن يكونَ المضافُ عاملًا فيه نحو: {إليه مَرْجِعُكُمْ جميعًا} (الآية 4" من سوةر يونس "10"). أو يكونَ بَعْضًا منه نحو: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْم أخِيهِ مَيْتًا} (الآية "12" من سورة الحجرات"49") أو كبَعْضِهِ نحو: {فاتَّبِعُوا مِلَّة إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (الآية "95" من سورة آل عمران "3"). فلو قِيل في غير القرآن: اتَّبعَ إبراهيمَ، لصحَّ. -6 العَاملُ في الحَال: لا بُدَّ للحال من عامِل ولا يَعملُ فيها إلا الفِعلُ، أو شَيءٌ يكونُ بَدَلًا مِنه، دَالًا عليه، والعَاملُ من غَير الفِعْل المُشْتَقٌّ نحو" أعَائِدٌ بكرٌ حَاجًّا" والظَّرفُ نحو: "زَيْدٌ خَلْفَكَ ضَاحِكًا" أي اسْتَقَرَّ خَلْفَكَ، والجارُّ والمَجْرُور نحو: "زَيْدٌ في الدار نائمًا" أي استَقَرَّ، والإِشارة نحو: " ذَاكَ محمدٌ راكبًا" والمعنى: أشير المُنْتَزعَةُ من مَعْنَى اسمِ الإِشَارَة، و "ها" للتنبيه نحو" هَذَا عَمْرٌ مُقبلًا" والمعنى: انبِّهكَ. ويعمل مِن أخوات "إن" ثلاث أدوات هُنَّ: " كأنَّ لِما فيها من مَعْنى: أُشبِّه، نحو "كأنَّ هَذَا بِشرٌ مُنْطَلِقًا" و "ليْتَ " لما فيها من معنى، تَمنَّى، نحو: "ليتَ هذا زَيدٌ شُجاعًا" و "لعَلَّ" لما فيها من مَعْنى أتَرَجَّى، نحو" ولَعَلَّ هذا عَمْرٌو مُنْطَلِقًا". ولا يجوزُ أنْ يَعملَ في الحال" إنَّ ولكِنَّ". وإذا لم يكنْ للحَالِ عامِلٌ مَمَّا سَبَق فلا يجوزُ، فلو قلتَ: "زيدٌ أخُوكَ قائمًا" و "عبدُ الله أبوك ضاحكًا" لم يَجُز، وذلك لأنه ليس ها هَنا فِعلٌ، ولا مَعْنَى الفِعْل، ولا يستقيم أن يكونَ أَباه في حَالٍ، ولا يكونُ في حالٍ أُخْرَى، ولو قَصَدْتَ بالأُخوَّة، أُخُوَّة الصَّدَاقَةِ لجَازَ. (يتبع...) (تابع... 1): الحال:...... -7 الحالُ مع عامِلها (تقدم في رقم 4 الحال مع صاحبها والفرق ظاهر بين العامل والصاحب) - في التقديمِ والتَّأخِيرِ - ثلاث حالاتٍ: (أ) جوازُ التَّأخيرِ والتَّقديمِ وذلكَ إذا كانَ العَامِلُ فِعْلًا مُتَصَرِّفًا، نحو" دَخْلتُ البُسْتَانَ مَسْرُورًا" أو صِفَةً تُشبِهُ الفِعلَ المُتَصَرِّفَ نحو: " خالدٌ مُقبلٌ على العَملِ مُسْرِعًا" فيجوزُ في "مسرورًا " و "مسْرِعًا" أنْ نُقدِّمَهُما على "دَخَلتُ ومُقبِل" ومنه قوله تعالى: {خُشَّعًا أبْصارُهُمْ يخرُجُون} (الآية "7" من سورة القمر"54") وقول يزيدَ بنِ مُفرِّغ يخاطبُ بغلتَه: عَدَسْ ما لعَبّادٍ عَليكِ إمارةٌ *** أَمِنْتِ وهذا تحْمِلِينَ طليقُ (عَدَسْ: اسم صوت لزجر البغل، وعباد: هو ابن زياد بن أبي سفيان) فجملةُ تحمِلِينَ في موضعِ نصبٍ على الحالِ، وعاملُها طليق، وهو صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ. (ب) أَنْ تَتَقَدَّمَ عليه وُجُوبًا، وذلك إذا كان لها صَدْرُ الكَلاَمِ، نحو" كيفَ تَحْفَظُ في النَّهار" فـ "كَيْف" في محل نَصْبٍ على الحال. (جـ) أنْ تَتَأَخَّرَ عنه وُجُوبًا وذلك في ستِّ مَسَائل: (1) أنْ يكونَ العَامِلُ فِعْلًا جامِدًا نحو" ما أَجْمَلَ الفَتَى فَصِيحًا" (2) أوْ صِفَةً تُشبِهُ الفعلَ الجامد، وهي أَفْعلُ التفضيل نحو "بكرٌ أفصحُ النَّاسِ خَطِيبًا". ويُسْتَثْنى مِنْه ما كانَ عاملًا في حالين لاسمين مُتَّحِدَيِ المعنى، أو مُخْتَلِفَين، وأحدهما مفضَّلٌ في حالةٍ على الآخَرِ في حالةٍ أخرى، فإنه يجبُ تقديمُ الحالِ الفاضلةِ على اسم التفضيل نحو: " عمرٌو عِبَادَةً أحسنُ مِنه مُعَامَلةً". (3) أوْ مَصْدرًا مقدرًا بالفِعل وحرف مَصْدَري نحو "سرَّني مجيئُكَ سَالِمًا" أي أَنْ جِئت. (4) أو اسم فعل نحو "نزَالِ مُسْرِعًا". (5) أو لفظًا مضمنًا معنى الفعل دون حروفه كبعضِ أخَوات "إن" والظروف، والإِشارة، وحروف التنبيهِ والاستفهام التعظيمي، نحو "ليت عليًّا أخوكَ أميرًا" و "كأنَّ محمدًا أسدٌ قَادِمًا" وقول امرئ القيس: كأنَّ قلوبَ الطَّيرِ رَطْبًا ويابِسًا *** لدَى وَكْرِها العُنَّابُ والحشَفُ البالي (العناب: ثمر الأراك، والحشف: رديء التمر، وفي المثل العربي: أحشفًا وسوءَ كِيلة) ونحو قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً} (الآية "52" من سورة النمل "27"). "هَا أَنتَ محمَّدٌ مُسَافِرًا" ويُسْتَثْنى مِنْ ذلك أنْ يكونَ العاملُ ظَرْفًا أو مَجْرُورًا لا مُخْبَرًا بهما، فيجوزُ بِقلَّةٍ تَوَسُّط الحالِ بينَ المبتدأ والخبر كقراءةِ بعضهم: {وَقَالُوا مَا في بُطُونِ هذهِ الأنعامِ خَالِصَةً لذُكُورِنَا} (الآية "139"من سورة الأنعام "6") وقراءةُ الحسن: {والسَّمَوَاتُ مَطَوِيَّاتٍ بِيَمينِهِ} (الآية "67" من سورة الزمر "39"). (6) أن يكونَ العاملُ فِعْلًا مع لاَمِ الابْتِداء أو القَسَمِ نحو "أنِّي لأَسْتَمعُ وَاعِيًا" ونحو" لأَقْدَمَنَّ مُمْتَثِلًا". لأنَّ التَّاليَ للامِ الابْتِدَاء ولامِ القسم لا يَتَقَدَّمُ عليهما. -8 تَعَدُّدُ الحالِ: يجوزُ أنْ يَتَعَدَّدُ الحَالُ وصَاحِبُهُ واحدٌ، أو مُتَعَدِّدٌ، فالأوَّل كقوله: عَلَيَّ إذا لاَقَيْتُ لَيْلَى بِخَلْوَةٍ *** أنَ ازْدَارَ بيتَ اللَّهِ رَجْلاَنَ حَافيًا (أن ازدار: نقلت حركة ألف المضارعة إلى النون من أن ليستقيم الوزن ومعنى ازدار أزور من ازدار يزدار وأصلها: ازتار، ومعنى: رَجْلان، ماشيًا على رِجْلَيّ غير راكب) والثاني: إنْ اتَّحَدَ لَفْظُهُ ومعنَاهُ ثُنِّي أو جُمِع نحو: {وَسَخَّرَ لكُم الشَّمْسَ والْقَمَرَ دَائِبيْنِ} (الآية "33" من سورة إبراهيم "14"). والأصلُ: دَائِبَةً ودَائِبًا ونحو: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ} (الآية "12" من سورة النحل "16" على قراءة من فتح النجوم). وإن اخْتَلَفَ فُرِّق بغَير عَطْف وجُعِل أَوَّلُ الحَالَيْن لِثَاني الاسْمَيْن وثانيهما للأَوَّل نحو" لَقِيتُ زَيْدًا مُصْعِدًا مُنْحدِرًا فمُصْعِدًا حالٌ من زَيد، ومُنْحَدِرًا حال من التاء. وقد تأتي على الترتيب إنْ أَمن اللَّبْس كقولك: "لَقِيتُ هِندًا مُصعِدًا مُنْحَدِرةً" وكقول أمرئ القيس: خَرَجْتُ بها أمْشِي تَجُرُّ ورَاءَنا *** على أَثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّل (المِرْط: كِساءٌ من خَزِّ، والمُرَحَّل: المُعلَم) فأمْشي حالٌ مِن التاء من خَرَجْت و "تجُرُّ" حالٌ من الهاء في بها. -9 الحالُ مُؤَسّسة أو مُؤَكَّدة: الحالُ المؤسِّسَة: هي التي لا يُسْتَفَادُ مَعْنَاهَا بدُونِها نحو" أَتَى عَليٌّ مُبَشِّرًا" والحالُ المؤكدة: هي التي يُسْتفادُ مَعْنَاها بدُونها، وهي على ثَلاثةِ أنواع: (1) أن تكون إمَّا مُؤكِّدةً لعَامِلِها مَعْنىً دُونَ لَفْظٍ نحو{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا} (الآية "19" من سورة النمل "27") أو لَفْظًا ومعنىً نحو: {وَأَرْسَلْنَاكَ للنَّاسِ رَسُولًا} (الآية "79" من سورة النساء "14"). (2) أنْ تكونَ مُؤكِّدة لِصَاحِبِها، نحو: {لآمَنَ مَنْ في الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} (الآية "99" من سورة يونس "10"). (3) أنْ تؤكَدَ مَضْمون جُمْلَةٍ مُرَكَّبَةٍ من اسمين مَعْرِفَتَيْنِ جَامِدِينْ ومَضْمُونُ الجملة إمَّا فَخْرٌ كقولِ سالم اليربُوعي: أنَا ابنُ دَارَةَ يا لَلنَّاسِ مِنْ عَارِ *** وهَلْ بِدَارَة يالَنَّاسِ مِنْ عَارِ أو تَعظِيمٌ لغَيرك نحو "أنتَ الرجُلُ حَزْمًا" أو تصغير له نحو" هُوَ المِسْكينُ مُحْتَاجًا" أو غير ذلك نحو" هذا أخُوكَ شفيقًا" و{هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} (الآية "72" من سورة الأعراف "7"). وهذه الحَالُ المُؤكِّدة واجِبَةُ التَّأخير عن الجُمْلَةِ المذكورَة، ومعمولةٌ لِمَحْذُوفٍ وُجُوبًا تَقْدِيُرهُ "أحقَّه أو أَعْرفه" أو "أحقني أو أعرفين" لِتَنَاسُبِ المبتدأ في الغيبةِ والحضور. -10 الحال مُقارِنَة أو مُقدَّرة: الحالُ إمَّا مُقارِنَةٌ لعامِلِها كالأمثلة السَّابقة، وإمَّا مُقَدَّرَةٌ وهي المُسْتَقْبَلةُ وتُسمَّى حالًا مُنتظرة نحو: {فَادْخُلُوها خَالِدِينَ} (الآية "73"من سورة الزمر "39") أي مُقَدَّرًا خُلُودُكُمْ. -11 الحالُ حَقِيقِيَّةٌ أو سَبَبِيةٌ: والحَالُ إمَّا حَقِيقِيَّةٌ كالأمْثِلة السَّابقةن وإمَّا سَبَبيَّةٌ - وهي التي تتعلَّقُ فيما بعدها وفِيها ضَمِيرٌ يَعُودُ على صَاحِبِ الحالِ - نحو" دَخَلْتُ على الأَمِيرِ بَاسِمًا وَجْهُهُ". -12 الحالُ مفردٌ، وشَبْهُ جملةٍ أو جُمْلُةٌ: الأصلُ في الحال: أنْ تكونَ اسْمًا مُفْرَدًا نحو: {وَآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيًا} (الآية "12" من سورة مريم "19")، وقد تجيء ظَرفًا (المراد: متعلق بظرف) نحو "رأَيْتُ الهِلالَ بَيْنَ السَّحَاب" فبينَ مُتَعَلِّقٌ بمحذوف حال أي كائنًا. وجَارًّا ومَجْرُورًا (وأيضًا) المراد تعلقه) نحو "نظرت البدر في كبد السماء" فالجارّ والمجرُور مُتَعَلِّقانِ أيضًا بمَحذُوف حالِ أي كائِنًا في كبد السماء وقد تَجِيءُ جُمْلةً بثلاثَةِ شُرُوطٍ: الأوَّلُ: أنْ تكونَ خَبَريَّة فَلَيْس من الحَالِ قولُ الشاعر: اطلُبْ ولا تَضْجَرَ منْ مَطلَبٍ *** فآفَةُ الطَّالِبِ أن يَضْجَرا (تضجر: مفتوح الراء على نية وجود نون التوكيد الخفيفة، وهو لهذا مبني على الفتح في محل جزم بـ "لا" الناهية) فهذِه الَواوُ الدَّاخلَةُ على "لا" النَّاهِيَة ليْستْ للحالِ، وإنَّما هي عَاطِفةٌ مثل قولِه تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (الآية "36" من سورة النساء "4") الثاني: أن تكون غيرَ مُصَدَّرَةٍ بعلامَةِ استِقْبَال، فليسَ من الحَال: " سَيَهْدِينِ" من قَولِه تعالى: {وَقَالَ إنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ} (الآية "99" من سورة الصافات "37"). الثالث: أنْ تَشْتَمِلَ على رَابِطٍ، وهو أمّا الواوُ فقط نحو: {قَالُوا لَئِنْ أكَلَهُ الذّئْبُ ونحْنُ عصْبَةٌ} (الآية "14" من سورة يوسف "31"). أو الضَّميرُ فَقَطْ نححو{اهْبِطُوا بعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} (الآية "36" من سورة البقرة "2"). فالجُملةُ من المبتدأ وهو "بَعضُكم" والخبر وهو "عدوّ" في محل نَصْب حال، والرابطُ الضميرُ وهو "كم" في "بعضكم"أو هُمَا مَعًا - الضَّمير والوَاو - نحو: {ألَم تَرَ إلى الذين خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} (الآية "243" من سورة البقرة "2"). وإذا وَقَعَ الفَعلُ المَاضِي حَالًا وجَب عِند البَصْرِيين أن يَقْتَرِنَ بـ " قَدْ" ولا يَشْترطُ الكُوفِيُّون والأَخْفَش من البَصْريين ذلكَ، لكثرة وروده في لسان العرب نحو قوله تعالى: {أو جَاؤوكم حَصِرَتْ صدُورُهم} (الآية "90"من سورة النساء"44") وتأوِيلُ هذا عِنْ البَصْريين كما قال المبرد: الدعاء كما تقول: لُعنُوا قُطِّعَت أيْدِيهم. -13 الواوُ الرَّابطَةُ أو الضَّميرُ بَدَلها: تجبُ الواوُ قبلَ مُضارعٍ مَقْرُونٍ بقد نحو: {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ} (الآية "5" من سورة الصف"61"). وتًمْتَنِعُ الواوُ ويَتَعَيَّنُ الضَّمِيرَ في سَبْعَةِ مَواضِعَ: (1) أنْ تَقَعَ الجُمْلَةُ بعدَ عَاطف نحو: {فَجَاءَهَا بِأَسُنَا بَيَاتًا أَو هُمْ قَائِلُون} (الآية "4" من سورة الأعراف "7"). (2) أنْ تكونَ الحالُ مُؤكِّدَةً لمضمُون الجُمْلَةِ نحو: {ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} (الآية "2" من سورة البقرة "2"). (3) الجُمْلَةُ الماضَوِيَّة الوَاقِعَةُ بعدَ "إلاَّ" نحو: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلاَّكانُوا به يَسْتَهْزِئُون} (الآية "11" من سورة الحجر "15"). (4) الجملةُ المَاضَوِيَّةُ المَتْلُوَّةُ بـ "أو" نحو "لأُصَادِقَنَّهُ غَابَ أو حَضَرَ". (5) الجُمْلَةُ المُضَارِعِيَّةُ المَنْفِيَّةُ بـ "لا" نحو: {وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ باللَّهِ} (الآية "84" من سورة المائدة "5") ومنه قوله: ولَوْ أنَّ قَوْمًا لارْتِفَاعِ قَبِيلَةٍ *** دَخَلُوا السَّمَاءِ دَخَلْتها لا أُحْجَبُ (6) المضارِعيَّةُ المنفِيَّةُ بـ "مَا" كقوله: عَهِدتُكَ مَا تَصْبُو وفِيكَ شَبِيبَةٌ *** فَما لَكَ بَعْدَ الشَّيْبِ صَبًّا مُتَيَّما (7) المُضَارِعيَّةُ المثبتَةُ التي لم تَقْتَرِنْ بـ "قَدْ" نحو: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} (الآية "6" من سورة المدثر"74"). و "قدِمَ الأَمِيرُ تُقَادُ الجَنائِبُ بَيْنَ يَدَيْهِ" وأما قَوْلُ عَنْتَرَةَ: عُلِّقْتُها عَرَضًا وأَقْتُلُ قَوْمَها *** زَعمًْا لَعَمْرُ أََبِيكَ لَيسَ بمَزْعَمِ فالواوُ عاطِفَةٌ، والمُضارِعُ مُؤَوَّلٌ بالماضي، أي وقتلتُ قَوْمَهَا، أو الواوُ لِلْحال، والمُضَارِعُ خبرٌ لِمُبْتَدأ محذوفٍ تقديرُهُ، وأنا أَقْتُلُ قَوْمَها. -14 حَذْف عَامِلِ الحالِ جوازًا: قد يُحذَفُ عَامِلُ الحَالِ جَوازًا لِدَليلٍ حَاليٍّ كقولك لقَاصِدِ السَّفَرِ "راشِدًا" أي تُسَافِر. وللقَادِمِ من الحَجِّ "مَأجُورًا" أي رَجَعْتَ، أو دَليلٍ مَقَالِيٍّ، نحو: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أو رُكْبَانًا} (الآية "239"من سورة البقرة "2") أي صلُّوا،. -15 حذفُ عاملِ الحالِ وُجُوبًا: يُحذَفُ العَامِلُ وُجُوبًا في أربعةِ مواضع: (1) أنْ تكُون الحالُ سَادَّةً مَسَدَّ الخبرِ نحو "أكرامِي بَكْرًا قَادِمًا". (2) أن تُؤكِّدُ مَضْمُونَ جُمْلَةٍ نحو: "عليٌّ أخوكَ شفيقًا" فـ "أخوك" تُفيدُ الشَّفَقَةَ. (3) أنْ تَكُونَ مُبَيِّنَةً لزِيَادَة أو نَقْصٍ تَدْرِيجِيَّيْنِ نحو" تَصَدَّقْتُ بدَرْهَمٍ فَصَاعِدًا" أي فَذَهب المُتَصَدَّق بهِ صاعِدًا. (=فصاعدًا). (4) أنْ تكُونَ مَسُوقَةً للتَّوبيخِ نحو: "أَمُتَوانِيًا وقَدْ جَدَّ غَيْرُكَ". و "أعَرَبِيًّا حِينًا وأجْنَبِيًّا آخَر" أي أتكونُ عَرَبِيًّا حِينًا، وتَتَحَوَّلُ أجْنَبِيًّا حِينًا آخَرَ. -16 حَذْفُ عاملِ الحالِ سَمَاعًا: ويُحْذَفُ العَامِلُ - في غير ما تَقَدَّمَ - سَمَاعًا نحو: " هَنِيئًَا لكَ" أي ثَبَتَ لكَ الخيرُ هَنِيئًا، وسَيَأْتي أمثالُ ذلك. -17 ما يَنتَصِبُ من المَصَادرِ لأنَّه حَال: وذلكَ قولُكَ: "قَتَلْتُه صَبْرًا" و "لقِيتُهُ فُجَاءَةً ومُفَاجَأَة" و "كفَاحًا ومُكَافَحَة" و "لقِيته عِيَانًا" و "كلَّمتُه مُشُافهَةً" و "أتَيْتُه رَكْضًا وعَدْوًا ومَشْيًا" و "أخَذْتُ عنه سَمْعًا وسَمَاعًا" قال سِيبويه: وليسَ كلُّ مَصْدَر مِثلَ مَا مَضَى من هذَا البَاب يُوَضَع هَذا المَوْضِعَ لأنَّ المصدر هُنَا في مَوْضِع فاعِل (مذهب سيبويه في أتيت زيدًا مشيًا وركضاص وعَدْوًا وما ذكره معه أن المصدر في موضع الحال كأنه قال: ماشيًا وراكضًا وعاديًا. وكذلك صبرًا، أي قتلته مَصْبورًا، ولقيته مفاجئًا ومكافحًا ومعاتبًا، وكلمته مشافهًا. وأخذت ذلك عنه سماعًا وليس ذلك بقياس مُطرَّد، وكان أبو العباس المبرد: يجيز هذا في كل شيء دلَّ عليه الفِعْل نحو" أتانا سُرْعةً" و "أتانا رُجْلة") إذا كانَ حالًا. ألاَ تَرى أنه لا يَحْسُن أتانا سُرْعَةً ولا أَتَانا رُجْلَةً، ومِثْلُ ذلك قولُ لاشاعر زهير بن أبي سُلْمَى: فَلأَيًا بِلأْيٍ مَا حَمَلْنَا وَلِيدَنا *** على ظَهْرِ مَحْبوكٍ ظِمَاءٍ مَفَاصِلُه (الَّلأُي: البطء، والمحبوك: الشديد الخَلْق، والظِّماء هنا: القليلة اللحم) كأنَّه يقول: حَمَلْنا وَلِيدَنا لأْيًا بَلأيٍ، أو كأنَّه يقول: حَمَلْناه جَهْدًا بَعد جَهْدٍ، ومِثْلُه قَوْلُ الرَّاجِز وهو نَقَادَة الأَسَدِي: "وَمَنْهَلٍ ورَدْتُه التِقَاطًا (المَنْهَل: المَورِد، التِقَاطًا؛ مُفَاجِئًَا له، والمعنى لم اقصِ قَصْده لأنَّه في فَلاةٍ مَجْهُولةٍ) أي فُجَاءَة. (يتبع...) (تابع... 2): الحال:...... -18 المَصَادِرُ تكونُ في مَوضِع الحال: يقول سيبويه مُمَثلًا عليه: وذلك قولك "أمَّا سِمَنًا فَسمين"و "أمَّا عِلْمًا فَعَالِمٌ" انْتَصَب "سِمَنًا" و "علْمًا" على أنَّ كُلًا مِنْهما مَصْدرٌ نُصِب على الحال وقال الخليلُ رحَمه الله: أنَّه بمَنْزِلة قولك: "أَنْت الرجل عِلْمًا ودِينًا" و "أنت الرَّجُل فَهْما وأَدَبًا" أي أنتَ الرجلُ في هذه الحال، ولم يَحْسُن في هذا الوَجْه الألِفُ واللاَّمِ، ومن ذلك قولُك: " أمَّا عِلمًا فلا عِلَم له" و "أمَّا عِلْمًا فلا عِلْم عِنْدَه" و "أمَّا عِلْمًا فلا علم" وتضمر "له" لأنَّكَ إنما تَعْنِي رجلًا. -19 كَلِماتٌ في جُمْلة لا تَقَعُ إِلاَّ حَالًا: وذلكَ قولُك: "مَا شَأْنُكَ قَائِمًا " و "ما شَأْنث زَيْدٍ مُسْرِعًا" و "ما لأَخِيكَ مُسَافِرًا" ومثله: " هذا عبدُ اللَّهِ قَارِئًا" انْتَصَب قائمًا، ومُسْرِعًا، ومُسَافِرًا على الحال، وانْتَصَبَ بقَوْلك: ما شَأْنُك كما انْتَصَب قَائِمًا في قولك: " هذا عبدُ اللَّهِ قائمًا" بما قبله، ومثلُه قولُه سُبْحانه: {فَما لَهُم عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِين} (الآية "49" من سورة المدثر"74")، ومثل ذلك: " مَنْ ذَا قَائِمًا بالباب" فقائمًا حال، أي مَنْ ذا الذي هُو قائمٌ بالباب. حَبَّذا: فعلٌ لإِنشاءِ المدحِ، ولا حَبَّذا فِعلٌ لإِنْشَاءِ الذَّمِّ، وهما مثل" نِعْمَ وبِئْسَ" (انظرهما في: نعم وبئس وما في معناهما) فيُقالُ في المدح" حَبَّذا" وفي الذَّمِّ" لا حَبَّذا" قال الشاعر: أَلَا حَبَّذا عَاذِرِي في الهَوَى *** ولا حَبَّذا الجَاهِلُ العَاذِلُ ف"حَبَّ" فعلٌ ماضٍ، والفاعِلُ "ذا" وهي اسْمُ إشَارَةٍ ولا يُغَيَّرُ عَنْ صُورَته مُطْلَقًا لجَرَيَانِهِ مَجْرَى الأَمْثَالِ، وجُملَةُ "حَبَّذَا" من الفعل والفاعل خَبَرٌ مُقَدَّم، ومخصُوصُهُ وهو "عاذِري" مُبْتدأ مُؤَخرًا أوْ خَبَر لمبتَدأ محذُوفٍ. والحاءُ من حَبَّ مع "ذا" مفتوحةٌ وُجُوبًا، وبِدُونِها تُفْتَحُ أَوْ تُضمَ، ومثل حبَّذا إعرابُ "لا حَبَّذا إعرابُ "لا حَبَّذا الجاهل" إلاَّ أنَّ فيهِ زيادَة "لا" وهي النافية، وتفترقُ " حَبَّذَا" عن نعمَ وبِئْسَ منْ وُجُوهٍ: (أ) أنَّ مَخْصُوصَ" حبَّذا" لا يتقدَّم بخلافِ مخصُوصِ "نِعْمَ". (ب) مَخْصُوصُها لا تَعْملُ فيه النَّواسخُ بِخِلاَفِ مَخْصُوصِ" نِعْمَ" نحو: " نِعْمَ رِجُلًا كانَ عليًّا". (جـ) أنَّه قَدْ يَتَوَسَّطُ بَيْن حَبَّذا ومَخْصُوصِها حَالٌ أو تمييزٌ يُطَابِقَانِه نحو" حَبَّذا قارِئًا خَالِدٌ" و "حبَّذا مُسَافِرَيْنِ خَالِدَانِ" و "حبَّذا رَجُلًا محمَّدٌ" بخلافِ "نِعْمَ". حَتّى الابتدائيّة: هي حَرْف تَبْتَدِئُ بَعدَهُ الجُمَلُ فيدخلُ على الجُمَلِ الاسْمِيَّةِ كقول جرير: فَمَا زَالَتِ القَتْلى تَمُجُّ دِمَاءَها *** بَدجْلَةَ حتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ (الأشكل: حمرة مختلطة ببياض، ورواية اللسان: تمورُ دماؤها) وتدخلُ على الجُمْلَةِ الفِعليَّةِ كقولِ حَسَّان: يُغْشَوْنَ حتى ما تَهِرُّ كِلابُهُم *** لا يَسْألُون عَنِ السَّواد المُقبلِ حتى: التي تُضمَرُ "أنْ" بعدهَا - لا يَنْتَصِبُ المضارعُ بـ " أَنْ" بعدَ "حتَى" إلاَّ إذا كانَ مُسْتقبلًا، فإذا كان اسْتِقْبَالُه بالنظر إلى زَمَنِ التَّكلُّمِ فالنَّصْب واجبٌ نحو{قالوا لَنْ نَبْرَحَ عَليْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسَى} (الآية "91" من سورة طه "20"). وإذا كانَ اسْتِقْبَالُه بالنسبةِ إلى ما قَبْلَها (أي قبل حتى من المعنى والمراد) خاصَّة فيجوزُ الرفعُ والنَّصب نحو: {وَزُلْزِلُوا حتى يقولُ الرَّسُولُ} (الآية "214" من سورة البقرة "2"). فإن قولهم إنما هو مستقبلٌ بالنَّظَر إلى زَمَنٍ الزِّلزالِ لا بالنَّظر إلى زَمَنِ قَصِّ ذلك عَلَيْنا ولها مَعْنَيَان: الأول بمعنى "إلى أنْ" نحو" أنا أسيرُ حتى تطلعَ الشَّمْس". ونحو: {حَتَّى يَرْجِعَ إلينا مُوسَى} (الآية "91" من سورة طه "20") والثاني: بمعنى "كي" التَّعْلِيليَّة نحو: {وَلاَ يَزَالُون يُقَاتِلُونَكُمْ حتَّى يَرُدُّوكُمْ} (الآية "217" من سورة البقرة "2") وقولك: اتّقِ اللَّهَ حتى تَدْخُلَ الجَنَّة". فكلُّ ما اعْتَورَه وَاحِدٌ من هَذِين المعْنَيَيْن فالنَّصْب له لازمٌ. وعلى كلٍّ فالمضارعُ بعدَها منصوبٌ بأَنْ مُضْمَرَةً وُجُوبًا وأَنْ وما بعدها في تأويلِ المصدَر في محلِّ جَرٍّ بَحتَّى. حتى: التي يرتَفَعُ المُضارِعُ بعدَهَا: يَرْتَفِعُ المُضارِعُ بعدَ" حتَّى" بثلاثة شُرُوطٍ: الأوَّلُ: أن يكونَ حَالًا (أي لا مُسْتقبلًا) أو مُؤَوَّلًا بالحالِ نحو" مَرِضَ زيدٌ حَتّى لا يَرْجُونَهُ". الثاني: أنْ يكونَ مُسَببًا عَمَّا قبلها فلا يجوزُ "سِرْت حتَّى تطلعُ الشمس" بضمِّ العينِ من تطلع والنصبُ واجب. الثالث: أن يكون فَضلَةً فلا يَصحُّ الرفعُ في نحو" سَيْرِي حَتَّى أَدخلَها" ويصحُّ في نحو" سَيْرِي أَمْسِ حَتَّى أَدْخُلُهَا" بضم اللام. ويقولُ سيبويه: واعلم أنَّ "حتَّى" تَنْصِب على وَجْهين: أحدُهما: أنْ تَجْعَل الدُّخُولَ غايةً لِمَسِيركَ، وذلكَ قَوْلُك: "سِرْتُ حتى أدْخُلَهَا" كأنك قلت: " سِرْتُ إلى أنْ أدخُلَها " فَالفِعْل إذا كان غَايَةً نُصِبَ، والاسْمُ إذا كانَ غايةً جَرٌّ والمُرادُ النَّصْب بأنْ المُضْمَرة بعد حتى، واعلَمْ أنَّ "حَتَّى" يُرْفَع الفِعْل بَعْدَها على وَجْهين: تقول: " سِرْتُ حتَّى أدْخُلُهَا" تَعْني أنَّه كانَ دخولُك دُخولًا متصِّلًا بالسير، كاتِّصاله بالفاء إذا قلت: "سِرْت فإذا أنا في حالِ دُخُول، والوَجْهُ الآخَرُ: أنْ يكونَ الدُّخُولُ وَمَا أشْبَهَهُ الآنَ - أي في الحال تقول في ذلك" لقد سِرْتُ حتَّى أدْخُلُها ما أُمْنَع" أي حتَّى أني الآن أدْخُلها كَيْفَما شِئْتُ، ومثل ذلك قولهم: " لقد مَرِضَ حتى لا يرجونه" قال الفرزدق: فَيَا عَجَبًا حتَّى كُلِيبٌ تَسُبُّني *** كَأَنَ أبَاها نَهْشَلٌ أو مُجَاشِعُ فحتى هنا كحرفٍ من حُروفِ الابتداء، ومثلُ ذلك: " شَرِبَتْ حَتّى يَجيءُ البَعِيرُ يَجُرُّ بطْنَه" شَرِبَتْ: يَعْني الإِبِل، ومثل ذلكَ قولُ حَسَّان بنِ ثَابت: يُغْشَون حَتَّى ما تَهِرُّ كِلابُهم *** لا يَسْألون عن السِّوادِ المُقْبِل ويكونُ العَملُ بعدحَتَّى من اثْنَيْن، وذلكَ قَوْلُكَ: " سِرْتُ حتَّى يدخلَهَا زَيْدٌ" إذا كان دُخُولُ زَيدٍ لم يُؤَدَّه سَيْرَكَ، ولم يَكُن سَبَبَه، فَيصيرُ هذا كقولك: "سِرْتُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمسُ" لأنَّ سَيركَ لا يَكْون سَبَبًا لِطُلوعِ الشَّمس ولا يُؤَدِّيهِ ولكنَّكَ لَوْ قُلْتَ: "سِرْتُ حتَّى يَدْخُلُها ثَقَلِي" و "سرْتُ حتَّى يَد خُلُها بَدَنِي" لَرَفَعْتَ. حَتَّى "حرفُ جَرٍّ": وهي بمَنْزِلَةِ "إلى" في انتِهَاءِ الغَايَةِ مَكانيَّةً أو زمانِيَّةً نحو: {سَلاَمٌ هي حَتَّى مطْلَع الفَجْرِ} (الآية "5" من سورة القدر "97") وتَنْفَرِدُ عَنْ "إلى" بأُمُورٍ ثلاثة: (أ) أنَّ مَجْرُورَها لا يَكُونُ إلاَّ ظَاهِرًا فلا تجُرُّ المُضْمَرَ. (ب) أنَّ مَجْرُورَهَا آخِرٌ نحو "شَرِبْتُ "الكَأسَ حَتَّى الثُّمَالَةِ" أو مُتَّصِلًا بالآخر نحو: {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ}. (جـ) أَنَّ كلًا مِنْهُما قد يَنْفَرِدُ بمحَلٍّ لا يَصْلُحُ للآخَرِ، فانْفَرَدَتْ "إلى" بنحو "كَتَبَتْ إلى زَيدٍ" و "أنا إلى عَمْروٍ" أيْ هو غَايَتي و "سرْتُ مِنَ البَصْرَةِ إلى الكوفَةِ". وانفَرَدَتْ "حَتَّى" بمُبَاشَرَةِ المُضارِعِ مَنْصُوبًا بعدَها بـ "أَنْ" مُضْمَرةً وقدْ تَقَدَّمَتْ. حَتَّى العَاطِفَة: لحَتَّى العاطِفَةِ ثَلاثَةُ شُرُوطٍ: (1) أن يكونَ المعطوفُ بـ "حتى" ظاهِرًا لا مُضْمَرًا. (2) أنْ تكونَ إمّا بَعْضًا من جَمْعٍ قَبْلَها نحو "قَدِمَ النَّاسُ حتى أُمَرَاؤُهم" وإمَّا جُزْءًا مِنْ كلٍّ نحو "أكَلْتُ السَّمَكَةَ حتى رَأْسَها" أو كَجُزْءٍ نحو "أعْجَبَنِي الكِتَابُ حتى جِلْدُهُ". (3) أن تكونَ غَايةً لما قَبْلَهَا، إمَّا في زِيادةٍ أوْ في نَقْصٍ، نحو: "ماتَ النَّاسُ حتّى الأنبياءُ" و "زارَكَ النَّاسُ حَتَّى الحَجَّامُونَ". وقد اجْتَمَعا في قَوْلِ الشَّاعِرِ: قَهَرْنَاكُمُ حَتى الكُمَاةَ فَأَنْتُمُ *** تهابُونَنَا حتى بَنِيْنا الأَصَاغِرا ويقولُ سيبويه: ومِمَّا يُختارُ فيه النَّصْبُ لنَصْب الأول قبله، ويكون الحرفُ الذي بَيْنَ الأَوَّلِ والآخر بمنزلةِ الوَاوِ والفاءِ وثُمَّ - أي حرف عطف - قولُك: "لقِيتُ القَومَ كلَّهم حتَّى عبدَ اللَّه لَقِيتُه" و "ضربتُ القومَ حتَّى زَيْدًا ضَرَبْتُ أخاه" و "أتَيْتُ القومَ أَجْمَعِين حتى زَيْدًا مَرَرْتُ به"، فحتى تَجْري مَجْرى الوَاوِ وثُم لَيْست بمنزلة "أما". وكلُّ أنواعِ "حَتَّى" المذكورة - إلاّ الابتدائية - لانْتِهاءِ الغاية، ومعنى "حتَّى" أن يَتَّصلَ ما بعدَها بما قَبْلها إلاَّ إنْ وُجِدَتْ قَرِينةٌ تُعيّن المقصودَ فمثَل التي يتصل ما بعدها بما قبلها قول الشاعر: أَلْقَى الصَّحِيفةَ كيْ يُخفِّف رَحْلَه *** والزَّادَ حتَّى نَعْلَه أَلْقَاها ومثل حَتّى التي تُفيد عدَم الاتصال في قرينة قولِ الشاعر: سَقَى الحَيَا الأَرضَ حتَّى أمْكُنٌ عُزِيَتْ *** لَهُمْ فلا زَال عنها الخَير مَجْدُود حَتَّامَ: هيَ "حَتَّى الجارَّة و "ما" الاستفهامِيَّة" وحذفت ألفها لدخول حرفِ الجرِّ عليها وكُتِبَتْ حتَّى بالألِفِ لذلك. حَجَا:
(1) مِنْ المُتَعَدِّي لِمَفْعُولَيْن، ومِنْ أفْعَالِ القُلُوبِ، وتُفِيدُ في الخَبَرِ الظَّنَّ أي الرُّجْحَان، بشَرْط أن لا تكونَ لغَلَبةٍ ولا قَصْدٍ، ولا رَدٍّ ولا سَوْقٍ، ولا كَتْمٍ، ولا حِفْظ، فإن كانت بهذه المعاني تعدَّت إلى مفعولٍ واحد، نحو قَوْلٍ تميم بن مُقْبِل: قَدْ كُنْتُ أَحْجُو أبا عمروٍ أخا ثقة *** حتى أَلمَّت بِنَا يَوْمًا مُلِمَّاتُ (=المتعدي). (2) "حَجَا" بمعنى قَصَدَ لا تَتَعَدَّى إلاَّ إلى مَفْعُولٍ واحَدٍ نحو "حَجَوْتُ بَيتَ اللَّهِ" أيْ قَصَدْتُ إليه. (3) "حَجَا" بمعنى غضلَبَ في المُحَاجَاةِ تقول: حَاجَيْتُهُ فـ "حَجَوْتُهُ" أي غَلَبْتُهُ في المُحَاجَاة، من الأُحْجِيَّةِ وهي لُعْبَةٌ وأُغْلُطَةٌ يَتَعَاطَاها النَّاسُ وهذه أيضًا لا تتعدَّى إلاَّ إلى مَفْعولٍ واحدٍ. حِجْرًا: أي حَرامًا محرَّمًا، وفي القرآن الكريم: {ويقُولُون حِجْرًا مَحْجُورًا} (الآية "22" من سورة الفرقان "25")، وإعرابُهُ: مَصدرٌ مَحْذُوفٌ فِعلُه ومِثلُ ذلط أنْ يقولَ الرجلُ للرجل: أَتَفْعلُ كَذا وكَذا: فيقول: حِجْرًا، أي بَرَاءةً من هذا، ولو كانَ في غير القلاآن لجاز، "حِجْرٌ" بالرفع، التقدير: أمرُك. حَدَّث: تَنْصِب ثلاثَةَ مَفاعِيل على رَأْي الكوفيين، تقول: "حَدَّثْتُه محمدًا صَالِحًا" قال الحَارِث ين حِلِّزَة اليَشْكُري: أوْ مَنَعْتُم ما تُسألون، فَمَن *** حُدِّثْتُموه له علينا الوَلاءُ (=المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل). حَذَاء: تقولُ: "دَارِي حَذَاءَ دارِ أبي" أي إزاءَهُ وتجاهَهُ، وهي منصوبةٌ على أنها ظرفُ مكان. حَذارِ: اسمُ فعل أمر بمعنى احذَر وفاعله أنت. حَذَارِيك: مثلُ لبَّيك وسَعْدَيْكَ، ومعناه: ليكُن مِنك حَذَرٌ بعْد حَذَر، وهو مُلازِمٌ للتَّثْنِية والإضافة لِكافِ الخِطاب، ولا يَتَصَرَّف، وهو مَنْصُوبٌ على إضْمارِ الفِعْل المَتْرُوكِ إظْهَارُه. الحَذْف: الحَذْفُ قِسمان: حَذْفٌ لِعِلَّةٍ تَصْريفيّة، وَحَذْفٌ لغير علّة. -1 الحذفُ لِعلَّةٍ تَصريفيّة: وهو الحَذْف القياسيّ وفيه ثلاث مسائل: (إحداها) إذا كان الفعلُ الماضِي على وَزنِ "أَفْعل" وبزيادة الهمزة في أوله، فيجبُ حَذْفُ الهَمْزةِ مِنْ مُضَارِعِه، وَوَصْفَي الفَاعِل، والمفعول (كراهة اجتماع الهمزتين في المبدوء بهمزة المتكلم، وحمل عليه غيره)، نحو "أَكرَم ويُكرِمُ ونُكْرِمُ وتكْرِمُ ومُكْرِم ومُكْرَم" وأصلها: "أُؤكْرم ويُؤكْرم". وكذا الباقي. وشذَّ قول أبي حَيَّان الفقْعَس: "فإنه أهْلٌ لأنْ يُؤَكْرَمَا". وأمَّا لو أبْدِلَتْ همزةُ "أَفْعل" هاءً كقولهم في "أَرَاقَ": "هَرَاقَ" أو أُبدِلَت عَيْنًا كقولهم في "أَنْهَلَ الإِبِلَ" (أنهل: أورد الإبل لتشرب): "عَنْهَلَ الإِبلَ". لم تُحذَفْ في المُضَارِع، وَوَصْفِ الفَاعِلِ والمَفْعُول، فتقول: "هَرَاقَ يُهَرِيقُ" فهو "مُهَرِيق ومُهرَاق" وكذا طعَنْهَلَ يُعَنْهِل" فهو "مُعَنْهِلٌ" وهي "مُعَنْهَلَةٌ". (الثانية) في المثال وهو ما كانَتْ فَاؤه حَرْفَ عِلَّةٍ نحو "وعَد يَعِد" حذفت فاؤه وهي الوَاوُ في المُضارِع. (=المثال). (الثالثة) إذا كان الفِعلُ مَاضيًا ثُلاثِيًّا مَكسورَ العَيْن، وعيْنُهُ وَلاَمُه من جِنْسٍ واحدٍ. فإنه يُستَعمل في حالِ إسْنادِه إلى الضميرِ المُتَحَرِّكِ على ثلاثةِ أوجه: تامٍّ، ومَحْذُوفِ العَيْنِ بعدَ نَقْل حَرَكَتِها إلى الفَاءِ، وغير مَنْقُولة نحو "ظل" تَقُول في التاَّم المسنَدِ إلى الضمير "ظَلِلْتُ" وفي المَحْذُوفِ بعدَ نَقْل الحَرَكةِ "ظِلْتُ" وغيرَ مَنْقُولَةٍ "ظَلْتُ" ومثلها: "ظَلِلْنا" و "ظلْنا" و "ظلْنا" قال تعالى: {فَظَلْتُم تَفَكَّهُون} (الآية "65" من سورة الواقعة "56". وتفكَّهون: تندمون). فإنْ زَادَ على الثلاثةِ تَعيَّن الإِتْمامُ نحو: "أقْرَرْتُ" كما يَتَعَيَّنُ الإِتمامُ إن كان مَفْتُوحَ العين نحو "حَلَلْتُ" ومنه: {قُلْ إنْ ضَلَلْتُ} (الآية "50" من سورة سبأ "34") وكذلك في قوله تعالى: {فَيَظْلَلْن رَوَاكِدَ} (الآية "33" من سورة الشورى "42") لأنه مَفْتُوحُ العينِ. وإن كانَ المضَاعَفُ مُضَارِعًا أو أمْرًا على زِنَة "ضَرَب" واتَّصلا بِنُونِ النِّسْوَةِ جَازَ الوَجْهان الأَوَّلان فقط: التَّمامُ وحذفُ العَيْن بعد نقلِ حَركتِها إلى الفاء، نحو "يَقْرِرْنَ" بالإِتمام، و "يقِرْن" بحذفِ عَيْنِه ونَقْلِ حَرَكَتِها إلى الفاءِ، والأَمْر نحو "أقْرِرْنَ" بالإتمام و "قرْن" بكسر القاف في قِرَاءة: {وَقِرْن في بُيُوتِكُنَّ} (الآية "33" من سورة الأحزاب "33") من الوَقَار. فإنْ فُتِح الأوّل كما في لغةِ "قَرْنَ" من القَرَار قَلَّ النَّقْلُ كما في قراءة عاصِم {وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ} لأنَّ التخفيف إنَّما يكونُ في مَكْسُورِ العَيْن. ولأَنَّ الأَشْهَرَ "قَرَرْتُ في المكانِ أَقِرُّ" بوَزْن ضَرب. -2 الحذْفُ لغير علَّة "اعتباطًا": فَهُو نحو حَذفِ اليَاء مِنْ "يدٍ" و "دمٍ" و "ريْحان" أصلها. يَدْيٌ ودَمْيٌ وريِّحان، وأصْلُه الأوَّل: رَيْوِحَان، وكحذفِ الواوِ من نحو "ابْنٍ" و "اسْمٍ" و "شفَةٍ" وأصلها: بَنَو، وسَمُو، وشَفَو، والتاء مِن "اسْطَاع". الحَرْف: قِسْمان: حرفُ مَعْنى، وحَرْفُ مبنى. -1 تعريف حَرْفِ المعنى: هُوَ مَا يَدُلُّ على مَعْنى غيرِ مُستَقلٍّ بالفَهْمِ مثل "هَلْ، في، لِمْ". -2 عَلامَتُهُ: يُعْرَفُ الحَرْفُ بأنَّهُ لا يَحْسُنُ فيه شَيْءٌ مِنْ عَلاماتِ الأسماء والأفْعال. -3 أنْواعُهُ: (1) ما يَدْخُلُ على الأسماءِ والأفعالِ. وهذا لا يَعْمَلُ شيئًا كـ "هَلْ" مثالُه: {فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُون} (الآية "80" من سورة الأنبياء "21") و{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الخَصْمِ} (الآية "21" من سورة ص "38"). ففي المثالِ الأوَّلِ دخولُها على الاسْمِ وفي الثَّاني دُخُولُها على الفِعل. (2) ما يَخْتَصُّ بالأَسْماءِ فيعملُ فيها كـ "في" مثل قولِهِ تعالى: {وفي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وما تُوعَدُون} (الآية "22" من سورة الذاريات "51"). (3) ما يَخْتَصُّ بالأَفْعالِ فيعملُ فيها كـ "لِمْ" مثل قولِه تَعَالى: {لِمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ} (الآية "3" من سورة الإخلاص "112"). أمَّا حُرُوفُ المَبْنَى، فهي الحروف التي تَتَأَلَّفُ مِنْهَا كَلِمةٌ ما، ولكنْ كيفَ نَنْطِق بحرفٍ واحِدٍ؟. قال سيبويه: خَرَج الخليلُ يومًا على أصْحابه فقال: كيف تَلْفظُون الباءَ من "اضْرِبْ" والدَّالَ من "قَدْ" وما أشْبَه ذَلِكَ من السَّوَاكِن فقالوا: بَاء، دَال، فقال: إنما سَمَّيْتُمْ باسْمِ الحَرْف، ولم تَلْفِظوا به، فَرَجَعُوا في ذلك إليه فقال: أَرَى - إذَا أرَدْتُ اللَّفظَ به -: أن أزِيْدَ أَلِفَ الوَصْلِ: فأقول: "إبْ" "إدْ" لأنَّ العربَ إذا أرَادَت الابْتِدَاءَ بسَاكِنٍ زَادَتْ أَلِفَ الوَصْلِ، فَقَالَتْ: "اضْرِبْ" "اقْتُل" إذا لم يكُن سَبِيلٌ إل أن تَبْتَدِئ بِسَاكِنٍ. وقالَ: كَيفَ تَلْفُظُون بالباء من "ضَرَبَ" والضادِ من "ضُحىً" فأَجَابُو كنحو جَابِهم الأَوَّل فقال: أَرَى إذا لُفِظَ بالمُتَحرِّك ان تُزادَ هاءٌ لِبَيان الحركة فأقول: بَهْ، ضَه، وكذلكَ كلُّ مُتَحرِّك. حُرُوفُ الاستِفهام: (=الاستفهام). حُرُوف الجَر: (=الجار والمَجرور وكل حرفٍ منها في حَرْفه). حُرُوف العَطْف: (=عَطْفُ النَّسَق). حُرُوف القَسَم: وهي حُرُوفُ جَرّ يُقْسَم بها: الوَاوُ وهي أكْثَرُها، ثُم الباءُ، ويَدْخُلانِ على كُلِّ مَحذُوفٍ، ثم التاء. (=في حروفها وفي القسم). حُرُوفُ الزيادة: الحُروفُ التي تُزَادُ على المُجَرَّدِ الثُّلاثِي، أو المجرَّدِ الرباعي وغَيْرِهِمَا مَحْصُورةٌ في عشرة أحْرُفٍ يَجْمَعُها قولُك: "سَأَلْتُمونيها" أو "اليوم تَنْساه" أو "تَسْليم وَهَناء" كما جَمَعَهَا الزمخشري. والزِّيادةُ تكونُ لأَحَدِ سَبْعةِ أَشْياء: (1) لِمَعْنىً، وهو أَقْوَى الزَّوائِد، كَحَرْفِ المُضَارَعَة، أو السِّينِ والتاءِ في نحو "اسْتَغْفَر" فإنَّهما للطَّلَب. (2) الإِمْكَان، كهمزة الوصل، لِيمكِنَ النُّطقُ بالسَّاكِن. (3) لِبيانِ الحَرَكَةِ كَهَاءِ السَّكْتِ. (4) للمَدّ "كَكِتاب، وعَجُوز، وقَضِيب". (5) للعِوَض كتَاءِ التأنيث في مثل: "زَنَادِقة" فإنَّها عِوضٌ من ياء زنديق ولِذا لا يَجْتَمْعَان. (6) لِتَكْثِير الكَلِمة كألف "قَبَعْثَرى" (القبعثرى: الجمل العظيم أو الرجل الشديد). (7) لِـْلإِلْحَاقِ كوَاوِ "كَوْثر" وياء "ضَيْغَم" (الضيغم: الذي يعض، والأسد) وضَابِطُ الذي للإلْحَاقِ، ما جُعِلَ به ثُلاثيٌّ أو رُباعيٌّ مُوَازِنًا لما فَوْقه، مُساوِيًا له في حكمه كـ: "رَعْشَنَ نُونُه زَائِدةٌ للإِلْحَاق لأَنَّه من الارْتِعَاشِ، فأُلْحِقَ بـ "جَعْفَر"، و "فرْدَوْس" وَاوُه زائِدةٌ للإِلْحَاق بـ "جِرْدَحْل" (الجرْدَحْل: الوادي، والضخم من الإبل، للذكَر والأنثى كما في القاموس). والمُرادُ بالمُوَازَنة: المُوَافَقَةُ في الحَرَكاتِ والسَكَنَاتِ وعَدَدِ الحُرُوف لأنَّه يُوزُن كَوَزْنِه، والمرادُ بالمُسَاوَاةِ في حُكْمه: ثُبُوت الأَحْكام الثَّابِتَةِ للمُلْحَقِ به للمُلْحَق، من صِحّةٍ واعْتِلاَلٍ، وتَجَرُّدٍ من حُرُوفٍ الزَّيادة، وَتَضمُّنٍ لها، وزِنَةِ المَصْدَرِ الشَّائِع. وإليك مَوَاضعَ زيادةِ الحُروفِ العَشْرة فيما يلي: زيادة الألف: فأمَّا الأَلف فإنَّها لا تكون أَصْلًا في اسم ولا فِعْلٍ، إنما تكُونُ زائِدةً، أو بَدَلًا، ولا تكونُ إلاَّ سَاكِنةً، ولا يكونُ ما قبلَها إلاّ مَفْتُوحًا. والأَلِفُ لا تُزَادُ أَوَّلًا، لأَنَّها لا تكونُ إلاّ سَاكِنَةً، ولا يُبدأ بسَاكِن، ولكِنْ تُزَاد ثَانِيةً فما فَوق. فأمَّا زِيادتُها ثَانِيةً فنحو قولك: "ضَارِب" و "ذاهِب" لأَنَّهما من ضَرَب وذَهَب. وتُزَادُ ثَالِثَةً في قولك: "ذَهَاب وجَمَال" وتُزَادُ رابعةً في قولك "حُبْلَى" للتَّأنيث، والإِلْحَاق، وغير ذلك في مثل: "عَطْشان" و "سكْرَان". وتزادُ خَامِسةً في مثل "حَبَنْطَى" (الحبنطى: الغليظ القصير البطن) و "زعْفَرَانن" وتُزَادُ سَادِسَة في مثل: "قَبَعْثَرى" (القبعثرى: الجمل العظيم). زِيَادةُ الياء: فَأَمَّا الياءُ فَتُزَادُ أَوْلًا، فتكون الكلمةُ على "يَفْعل" نحو "يَرْمَع ويَعْمَلة" (اليَرْمَع: حجارة رخوة. واليعملة: الناقة النجيبة والجمع يَعْمَلات) وفي نحو "يَرْبُوع" و "يعْسُوب". وتُزَادُ ثانيةً في مثلِ قولِكَ: "حَيْدَر" و "بيْطَر". وثالثة في مِثل "سَعِيد" و "عثْيَر". ورابِعَة في مِثلِ "قِنْدِيل" و "دهْليز". وتُزَادُ للنَّسَب مُضَعَّفة، نحو قولك: "تَمِيميٌّ" و "قيْسِيّ". وتُزَادُ للإِضَافة إلى نَفْسك نحو "كِتابي" و "صاحِبي". وتقع في النصب، نحو "ضَرَبني" و "الضَّارِبي". وتَقعُ دَليلًا على النَّصبِ، والخَفْض في التَّثْنِيةِ، والجَمْعِ نحو "مُسْلِمَيْنِ" و "مسْلِمِينَ". زيادَة الواو: وأمَّا الواو فلا تُزَادُ أولًا، ولكن تُزَادُ ثَانِيَةً في مثل "حَوْقَل" (الحَوْقل: الضعيف) و "كوْثَر". وتُزَادُ ثَالِثَةً في مثل: "ضَرُوبٍ" و "عجُوز". ورابعةً في مثل "تَرْقُوَة". وخَامِسَةً في مثل "قَلَنْسُوة". وتُزَادُ دَلِيلًا على رَفعِ الجمع في نحو: "هَؤُلاءِ مُسْلِمُون". زِيادَةُ الهَمْزَة: أمَّا الهَمْزَةُ فتُزَادُ في الأَوَّل، نحو "أحْمَر" و "أحْمَد: و "أصْليت" (الإصليت: السيف الصقيل) و "أسْكَاف"، وكذلكَ في جمع التكْسِير، نحو "أَفْعُل" كأَكْلُب، وأَفْلُس، و "أفْعَال" كأَعْدال. وأَجْمَال. وفي الفعل في مثل "أَفْعَلتُ" كـ: "أَكْرَمْتُ" و "أحْسَنْتُ" وفي مصْدَرِه في قَولِك: "إكْرامًا" و "أحْسانًا". وقَدْ زِيدَت الهَمْزَة ثَانِيَةً نحو قَولكَ: "شَمْأل" و "شأْمل" يدلك على زِيَادَتِها قَوْلُك: "شَملَتِ الرِّيحُ تَشْمُلُ شُمولًا". زِيادَةُ المِيم: وتُزَادُ المِيمُ، إلاَّ إنَّهَا مِنْ زَوَائِد الأسْماء، ولَيْست مِنَ زَوَائِدِ الأَفْعال فمِنْ ذلكَ في الثُّلاثيّ "مَفْعول" نحو: "مَحْمُود" و "موْدُود". وما جَاوز الثّلاثِيّ نحو "مُكرِم ومُكْرَم" و "منْطَلِق" و "منْطَلَق" و "مسْتَخْرِج" و "مسْتَخرَج منه" وتَلْحَق في أَوَائل المَصَادِر والمَوَاضِع، كقَولِكَ: "أدْخَلْتُه مُدْخلًا" و "هذا مُدْخَلُنا" وكذلك: "مَعْزَىً" و "ملْهىً". وقد تُزَاد المِيمُ في الآخِرِ أوْ قَبْلَ الآخر نحو قولهم: "زُرْقُم" من الزُّرْقَة، و "فسْحُم" من انفِساحِ الصَّدْر. وكذلِكَ "دُلاَمِص" (دُلامِص: الدرع اللينة البراقة) المِيمُ زَائِدة، لأَنَّهم يَقُولُون: "دَلِيصٌ" و "دلاَصٌ". زِيَادة النون: تُلْحَقُ النُّون في أَوائِلِ الأَفْعَال، إذا خَبَّر المُتَكَلِّم عَنْهُ، وعن غَيْرِه كقولك: "نَحوُ نَذْهَبُ" أو تَلْحقُ ثانِيةً مثل "مَنْجَنِيق" وزنه فَنْعَليل، بدَليل، جَمْعِه على مَجَانِيق بدونِ النُّون، و "جنْدَب" و "عنْظُب" (العُنْظُب: الجراد الضخم) لأَنَّه لا يَجِيء عَلى مِثالِ فَعْلَلَ شَيْءٌ إلاَّ وحَرفُ الزِّيادَةِ لاَزِمٌ له، وتَلْحَق رَابِعةً في: "رعْشَنٍ" و "ضيْفَنٍ" لأَنَّ رَعْشَنٍ من الارْتِعَاش، وضَيْفَنٍ: إنما هو الجَائِي مع الضيف. وتُزَادُ النُّونُ مع اليَاءَات والوَاوَ والألف في التَّثْنِيَةِ والجَمْعِ، في رجُلَيْن ومُسْلِمَين ومُسْلمُون، وكَذَلِكَ تُزَاد النونُ مع الأَلِف في رَجُلانِ. وتُزَادُ النُّون عَلامَةً للصَّرف - وهو التنوين - في نحو قولك: هذا زيدٌ ورأيتُ زيدًا، فالتنوين لَفْظُهُ نُونٌ، وإنْ لَمْ يُكْتَبْ. وتُزَادُ في الفِعْل لِتَوْكِيده مُفْرَدَةً في قولك: "اضْرِبَنْ زَيدًا" ومُضَاعَفةً في "أكْرِمَنَّ زيدًا". زيَادَةُ التاء: وأمَّا التَّاء فُتزادُ عَلامَةً للتأنيث في نحو: "قَائِمةِ وقَاعِدَةٍ" وهذه التاءُ تُبْدَل مِنْها الهاءُ في الوَقْف: وتُزَادُ التَّاءُ مع الأَلِفِ في جَمْع المُؤَنَّث في نحو "مُسْلِمَاتٍ قَانِتَات". وتَزَادُ في "افْتَعَلَ ومُفْتَعَل" نحو: "اقْتَبَسَ مقْتَبَس". وتُزَادُ مَع الوَاو في مَلَكُوتٍ وَعَنْكَبُوت. وتزاد مع اليَاءِ في: "عِفْريت". وتُزَادُ في أوائل الأَفْعَالِ للمُخَاطَبِ. مُذَكَّرًا، أَوْ مُؤَنَّثًا، والأُنْثَى الغَائِبَة. فالمُخَاطَبُ نحو "أَنْتَ تَقُوم، وأَنْتِ تَذْهَبِينَ" والأُنْثَى الغَائِبة نحو "أخْتُكَ تذهب". وتقع التاء زَائدة في "تَفَعَّل" نحو "تَشَجَّع" و "تفَاعَلَ" نحو "تغَافَل وتَعَاقَل". زيادة السين: أمَّا السينُ فَلا تَلْحَقُ زَائِدةً إلاّ في مَوْضِعٍ واحِدٍ. وهو "اسْتَفْعفل" ومَا تَصَرَّف مِنه. زِيَادة الهَاء: الهاءُ تُزَاد لِبَيَان الحَرَكَةِ، ولِخَفَاءِ الأَلِفِ، أَمَّا بَيَان الحَرَكَةِ فَنَحو قَولِكَ: "إرْمِهْ" وفي نحو قوله تعالى: {وما أدْرَاكَ مَا هِيَه} و{فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهْ}. وأمّا لِخَفَاء الألف فقولك: "يَا صَاحِبَاه، ويَا حَسْرتاه". زيادة اللام: فتزاد في نحو "ذَلِكَ" وفي "عَبْدَل" تُرِيدُ العَبْد. الحروفُ المصدرية: (=المَوْصُول الحرْفي). الحُرُوفُ التي لا يَتَقَدَّمُ فيها الاسمُ الفِعْلَ:
فمِن تِلكَ الحروفِ، الحُروف العوامِلُ في الأفْعَالِ النَّصْبَ؛ لا تَقُول: جِئْتُكَ كَيْ زَيْدٌ يَقُولَ، ولا خِفْتُ أنْ زَيدٌ يَقُولَ، فلا يجوز أنْ تَفصِلَ بينَ الفعلِ والعَامِلِ فيهِ بالاسمِ، وكذلكَ لا تَتَقَدَّمُ فيه الأسْماءُ الفِعْلَ: الحُرُوف الجَوَازِمُ: لَمْ، لَما، لامُ الأمْرِ، لا الناهِية، لا يجوزُ أن تقولَ: لَمْ زَيْدٌ يَأتِكَ. أمَّا حُرُوفُ (كانوا يعبرون بالحرف عن الكلمة، والمراد: أسماء الشرط الجازم، وإذ ما: الحرف) الجَزَاءِ فَيقْبح أنْ تَتَقدَّم الأسْمَاءُ فيها الأَفْعَالَ إلاَّ في الشَّعر، لأَنَّ حُرُوفَ الجَزَاءِ يَدْخُلُها الماضِي والمُضارعُ، ومِمَّا جَاءَ في الشِّعر مَجْزُومًا - في غير إنْ - قولُ عديِّ ينِ زيدٍ: فَمَتَى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّو *** ـهُ وتُعْطَفْ عَلَيْه كَأْسُ السَّاقِي (الواغل: الداخل في الشرب ولم يدع. يَنَبْهُم: ينزل بهم، تُعطف: تمال) وقال كعبُ بن جُعَيْل وقيل: هو لحسام بن صداء الكلبي: صَعْدةٌ نابِتَةٌ في حَائِرٍ *** أيْنَمَا الريحُ تُميِّلْهَا تَمِلْ (وصف امرأة وشبهها بالصعدة وهي القناة للرمح، وجعلها في حائر: لأن ذلك أنعم لها والحائر: القرارة من الأرض يستقر فيها السبل فيتحير ماؤه) أمَّا "إن" الجزائية فيجوز أنْ يَتَقَدَّمَ فيها الاسمُ الفعلَ في النَّثر والشعر إذا لم ينجزمْ لفظًا نحو قوله تعالى: {وإنْ أحدٌ مِن المُشْرِكِين اسْتَجَارَكَ فَأجِرْه} (الآية "6" من سورة التوبة "9") ومثلُه قولُ شاعِرٍ من هَراة: عاوِدْ هَرَاةَ وإن مَعْمُورُهَا خَرِبَا *** وأسْعِدِ اليَومَ مَشْغُوفًا إذا طَرِبا (هراة: بلدة بخراسان) فإن جَزَمْتَ ففي الشَّعْر خَاصَّةً. الحُرُوف (الحروف على الاصطلاح القديم: يعني الكلمات) التي لا يَليها بَعْدَها إلاّ الفِعْلُ ولا تَعْمَل فيه: فمِنْ تلكَ الحُرُوفِ: "قَدْ" يُفصَلُ بينهما وبينَ الفِعلِ بغيره، ومن تلكَ الحُرُوفِ أيضًا: سَوْفَ لأَنَّهَا بمنزلِةِ السِّين. وإنَّما تَدْخُل هذه السِّينُ على الأَفْعال، وإنَّما هي إثْبَاتٌ لِقَولِه: لَنْ يَفْعل، فأشْبَهَتْهَا في أنْ لا يُفْصلَ بينها وبين الفعل. ومِنْ تِلكَ الحُرُوف: رُبَّما، وقَلَّمَا، وأشباهُهُما كطالما. جَعَلُوا رُبَّ مع مَا بِمَنْزِلَةِ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وهَيَّأُها لِيُذْكرَ بعْدَهَا الفِعْلُ، لأنَّهم لم يكنْ لهم سَبيلٌ إلى "رُبَّ يَقُول" ولا إلى "قَلّ وطَالَ" فأَلْحَقُوهما "ما" وأَخْلَصُوهَما للفِعْل. ومِثلُ ما لا يَدخُل إلاّ إلى الفعلِ ولا يَعملُ فيه: هَلاَّ، وَلَوْلا، وأَلاَّ، ألْزَمُوهُنّ، لا، وجَعَلُوا كلَّ واحدةٍ معَ "لا" بمنزلة حَرْفٍ واحِدٍ، وأخْلَصُوهُنَّ للفِعْل، حَيثُ دَخَل فيهنَّ مَعْنَى التَّحْضِيض، وقد يَجوزُ في الشعرِ تَقْدِيمُ الاسم، قال وهو المَرار الفقعسي: صَدَدْتِ فأطْوَلْتِ الصُّدودَ وقَلَّما *** وِصَالٌ على طُولِ الصُّدودِ يَدُوم حَرَى: كلمةٌ وُضِعَتْ للدَّلاَلَةِ على رَجاءِ الخَبَر، وهِيَ مِنَ النَّواسِخِ تَعملُ عَمَل كانَ، إلاَّ أنَّ خبَرَها يَجِبُ أنْ يكُونَ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً مُشْتَمِلَةً على مُضارِعٍ فَاعلُه يعود على اسْمِها مُقْتَرِنٍ بـ "أنْ" المَصْدَرِيَّةٍ وُجُوبًا نحو "حَرَى عَليٌّ أنْ يَتَعَلَّمَ" والمَعْنَى: جَدِيرٌ أو حَقِيقٌ. وهي مُلازِمَةٌ للماضي. حَسِبَ: من أفعال القُلُوبِ: وتُفِيدُ في الخَبَر الرُّجْحَان واليَقِين والغَالِبُ كَوْنُها للرُّجْحَانِ. تَنْصِبُ مَفْعُولَين أصلُهُما المُبْتَدأُ والخَبرُ، مِثالُها في الرُّجْحَانِ قولُ زُفَرَ بنِ الحارث الكلابي: وكُنَّا حَسِبْنَا كلَّ بَيْضاءَ شَحْمةً *** لياليَ لاقَيْنا جُذَامَ وَحِمْيَرا ("جذام وحمير" قبيلتان وكلاهما لا ينصرف) وفي اليقينِ قول لَبيدٍ العَامِرِيّ: حَسِبْتُ التُّقى والجُودَ خَيْرَ تِجَارَةٍ *** رِباحًا إذا ما المَرْءُ أصْبَحَ ثَاقِلًا (ثاقلًا: أي ثقيلًا من المرض، وذلك كناية عن الموت) ومُضَارِعها: يَحْسِـَب بِفَتْح السين، وكَسْرِها. والمَصْدَرُ: مَحْسِبَةٌ ومَحْسَبَةٌ، وحُسْبَان لا لِلَون تقول: حَسِب الرَّجُلُ: إذا احْمَرَّ لَوْنُهُ وابْيَضّ كالبَرَصِ، وبهذا المعنى: حَسِبَ: فعل لازم. (=المتعدي إلى مفعولين). حَسْب: مَعْناها، وإضافتُها، وإفرادها "حَسْب" لها استعمالان. (أحدهما) إضافتُها لَفْظًا فتكون مُعرَبةً بمعنى: كافٍ، فلا تَتَعرَّفُ بالإِضَافَةِ، فَتَارَةً تُعطَى حُكْمَ المُشْتَقَّاتٍ، نَظَرًا لِمَعْناهَا فتكونُ وَصْفًا لِنَكِرة، نحو "مَرَرتُ بِرَجُلٍ حَسْبِك مِنْ رَجلٍ" أو حَالًا من مَعْرِفَة نحو "هذا عبدُ اللّه حَسْبَكَ من رَجُل" وتُسْتَعْمَل استعمالَ الأسماءِ الجَامِدَة فَتَقَعُ مبتدأ وخبرًا وحَالًا نحو {حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ} (الآية "8" من سورة المجادلة "58") و{فَإنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} (الآية "62" من سورة الأنفال "8"). و "بحسبِك دِرْهَم" (يتعين في "بحسبك درهم" أن "حسبك" مبتدأ والباء زائدة، ودرهم خبر لعدم المسوغ بدرهم). ودخُولُ العوامِلِ اللفظيَّةِ علَيْها في هذَينِ المِثَالَيْنِ دَليلٌ على أنها لِيْسَتْ اسمَ فعلٍ بمعنى يَكْفي لأنَّ العوامِلَ اللفظِيَّةَ لا تَدخُل على أسْماءِ الأفعال. (الثاني" قَطْعُها عن الإضافةِ لَفظًا فتكونُ بمعنى "لاَ غَيْر" وتبنى على الضم، وتأتي للوَصْفِيَّة نحو "رأيت رَجُلًا حَسْبُ" أو حَالِيَّة نحو "رأيت زَيْدًا حَسْبُ" قال الجوهري: كأنكَ قُلْتَ حَسْتي أو حَسْبُكَ، فأضمرتَ ذلك ولم تُنَوِّنْ، وتقولُ في الابتداءِ "قَبضْتُ عَشرَةً فَحَسْبُ" فالفاء زائدة والخبر مَحذُوفٌ: التَّقدير فَحَسْبي ذلك. حَسَنًا: مَفْعُولٌ بهِ لفعلٍ مَحْذُوفٍ أو صِفَة لمَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ التُقدير: فعلتَ فِعلًا حَسَنًا أو قلتَ قَوْلًا حسنًا. الحَصْر:
-1 تعريفه: هو إثْباتُ الحَكْم لِشَيْءٍ وَنَفْيُه عمَّا عَدَاهُ، ويَحْصُلُ بتصرُّفٍ بالتّركيب. -2 طُرُقُ الحَصْر: (1) الاسبثناء بأنواعه بـ "إلاّ" وغيرِها. (2) إنَّما بكسر الهمزة. (3) العَطْف بـ "لا" و "بل". (4) تقديمُ المعمُول، وضميرُ الفَصْل، وتقديمُ المسند إليه. (5) تعريفُ الجُزْأَين كقوله تعالى: {اللّه الصّمَد} (الصَّمَد" هو السيد العظيم الذي تُصْمد إليه الحوائج أي يُقصَد بها، والمعنى لا يُقْصَد بالحوائج والسّؤال إلاّ اللَّهُ وَحْده) حَقًّا: (=المفعول المطلق (7)). الحِكَاية:
-1 تعرِيفُها: "الحكايَة" لغة: المُمَاثَلَة. واصطلاحًا: إيرَادُ اللَّفظِ المسمُوعِ على هَيْئَتِهِ تقول: "مَنْ مَحمَّدًا؟". إذا قيلَ لك: "رَأَيْتُ مُحْمَّدًا" أو إيرَادِ صفَتِهِ نحو "أيًّا؟" لمن قال: "رأيتُ خالِدًا" وهي قِسمان: (أحدهما) حكايةُ الجملةِ الملفوظَةِ أو المكتوبَةِ: هذا النَّوعُ بِقْسْمَيْهِ مُطَّردٌ، تقولُ في حِكَايَةِ الجُمْلَةِ الملفوظَةِ: {وَقَالُول: الحَمْدُ لِلَّهِ} (الآية "34" من سورة فاطر "35") ومثلهُ قولُ ذي الرمَّةِ: سَمِعْتُ النَّاس ينتجعونَ غَيْثًا *** فقلتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعي (صيرح: اسم ناقته ممنوع من الصرف، وبلال: اسم الممدوح والمعنى: سمعت هذا القول، وهو: الناس ينتجعون غيثًا، وظاهر من الأمثلة أن الحكاية الملفوظة كما تكون بالقول تكون بلفظ السماع) وأمَّا حِكايةُ الجُمْلَةِ المكْتُوبَةِ فنحو قَولِ مَنْ قَرَأَ خَاتمُ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "قَرَأتُ على فَصِّهِ: "محمَّدٌ رسولُ اللَّه" ويَجُوزُ في هذا النوع: الحِكَايَةُ بالمعنى فيُقالُ في نحو "مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ" قال قائلٌ: "مسافرٌ محمَّدٌ". وتَتَعيَّنُ الحكايَةُ بالمعنى إنْ كانَتْ الجُمْلَةُ ملحُونَةً مع التَّنْبيهِ على اللَّحْنِ. (والآخر) حِكايةُ المُفردِ، وتكونُ بِغَيرِ أداةٍ، وتكُونُ بأداةٍ. أمَّا كَونُها بغَيْرِ أدَاةٍ فَشَاذٌّ كقولِ بعضِ العرب - وقد سَمِع: هاتانِ تمرتانِ -: "دَعْنَا من تَمْرَتان". وأمَّا كونُها بأدَاةِ الاستِفْهام فَمَخْصُوصَةٌ بـ "أيّ" و "منْ" والمسؤول عنه إمَّا نكرةٌ أو مَعْرِفَةٌ. فإنْ كانَ نَكِرَةً والسؤالُ بأحدِهِما حُكِيَ في لَفْظِهِما ما ثَبَتَ لتِلكَ النَّكِرَةِ مِنْ رَفْعٍ ونَصْبٍ وجَرٍّ، وتَذْكِيرٍ وتَأْنِيثٍ، وإفرادٍ وتَثْنِيةٍ، وجَمْعٍ. تَقُولُ لمنْ قالَ: رأيتُ رَجُلًا وامرأةً وغُلامَيْن وجارِيتين وَبنينَ وبَنَاتٍ: "أيًّا، وأيًّةً، وأيَّيْنِ، وأَيَّتَيْنِ وأَيِّينَ، وأَيَّاتٍ" (حركات "أيّ" وحرُوفها الزائدة في التثنية والجمع للحكاية، فهي مرفوعة بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية، وهي مبتدأ والخبر محذوف وقيل: هي حركات إعراب). وكذلك تقول: "مَنَا ومَنَه ومَنَيْنَ ومَنَتَيْنِ وَمِنِينِ ومَنَات" (مَنَان ومنين ليس اسمًا مُعْربًا، بل هو من الأسماء المبنية زيد عليها هذه الحروف دلالة على حال المسؤول عنه، فهي في الجميع اسم مبني على السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة في محل رفع، وهي على صورة المثنى والجمع، والخبر محذوف). -2 الفرقُ بين أيٍّ ومَنْ في الحكاية: الفَرْقُ بينهما منْ أربعَةِ أوجُهٍ: (1) أن "أيًّا" عَامَّةٌ في السؤال، فيُسأل بها عنِ العَاقِل كما مُثِّل، وعن غيره كقولِ القائلِ: رأيتُ حِمارًا أو حِمَارَيْنِ، فيقولُ السَّائِلُ: أيًّا. و "منْ" خاصة بالعاقل. (2) أنَّ الحكايةَ في "أَيّ" عامَّةٌ في الوَقْفِ والوَصْلِ، يقالُ: "جَاءَنِي رَجُلانِ" فتقولُ: "أيَّانْ" أو "أيَّانَ يا هذا" والحكايةُ في "مَنْ" خاصَّةٌ بالوَقْفِ تقولُ لمن قال: جاءَني عَالِمان: "مَنَانْ" بالوَقْفِ والإِسْكان، وإنْ وَصَلْتَ، قلتَ: "مَنْ يا هذا" وبَطَلتِ الحِكَايَةُ، فأمَّا قولُ شَمَّر بن الحَارث الضبي: أَتَوْا نَارِي فَقُلْتُ مَنُونَ أَنْتُمْ *** فقالوا الجِنُّ قلتُ عِمُوا ظَلاما (هذا البيت يشير إلى ما كان يزعمه العرب من مكالمتهم للجن، وعموا ظلامًا تحية كانت للعرب كقولهم: عموا صباحًا، وهو دعاء بالنعيم) فنادرٌ في الشعر ولا يقاسُ عليه. (3) أنَّ "أيًّا" يُحكى فيها حركاتُ الإِعرابِ غيرَ مُشْبَعَةٍ فتقول "أيُّ" و "أيًّا" و "أيٍّ" في أحوال الإِعْراب. ويجبُ في "مَن" الإشباعُ، تقولُ لمن قالَ جاءني رجل: "مَنُوا"، ولمن قال: رأيتُ رجلًا "مَنَا"، ولمن قالَ: مررتُ برجلٍ "مَنِي". (4) أنَّ ما قبلَ تاءِ التَّأْنِيثِ أو الحكاية في "أيّ" واجِبُ الفتح، تقولُ "أيَّةَ" و "أيَّتَانِ" ويجوزُ الفتح والإِسْكانُ في "مَنْ" إذا اتَّصَلَ بها تاءُ الحِكاية تقول "مَنَه" (بفتح النون وقلب التاء هاء) و "منْتْ" (بسكون النون وسلامة التاء من القلب هاء لحالة الوقف) و "منَتَان" و "منْتَان"، والأَرجَحُ الفَتْحُ في المُفردِ، والإِسْكانُ في التَّثْنِيةِ، وإنْ كانَ المسؤول عنه عَلَمًا لمن يَعقِل غيرَ مَقْرُونٍ بتابعٍ، وأداةُ السُّؤال "مَنْ" غير مقرونة بعَاطِف، يجوزُ حكايةُ إعرابه، فَيُقالُ لمن قال: "كلمتُ عليًّا": "مَنْ عليًّا؟" بنصب "عليًّا" ولمن قال: "نظرتُ إلى خالدٍ": "مَنْ خَالِدٍ؟" بجرّ خالد، ولمن قال: "جاء إبراهيمُ" "إبراهيمُ؟" بضم إبراهيم للحكاية، وتَبْطُلُ الحكايةُ في نحو "وَمَنْ عليٌّ؟" لأجل العاطِفِ، وفي نحو "مَنْ خادمُ محمَّدٍ؟" لانتقاء العَلَمِيَّة، وفي نحو: "مَنْ صالحٌ المؤدِّبُ" لوجودِ التَّابعِ (وهذه الأمثلة التي اختلت شروطها، حَرَكاتُها إعرابية، لا للحكاية) ويُسْتَثْنى من ذلك أنْ يكونَ التَّابع "ابنا" مضافًا إلى عَلَم كـ "رأيتُ محمَّدَ بنَ عمرو" أو عَلَمًا مَعْطُوفًا كـ "رأيتُ محمَّدًا وعَلِيًّا" فتحوزُ فيهما الحكاية، فتقول لمن قالَ: "رايتُ محمَّد بنَ عمرو": "مَنْ محمَّدَ بنَ عمرو" بالنصب. حَنَانَيْك: مَعْنَاها: تَحَنُّنًا عليَّ بَعْدَ تَحنُّنٍ وبِعِبَارَةٍ مُفَصَّلَةٍ: كُلَّمَا كنتُ في رَحْمَةٍ مِنْك وخَيْرٍ فلا يَنْقَطِعنَّ وليكُو مَوصُولًا بآخَرَ مِنْ رَحْمَتِكَ. قال طرفة: أَبَا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فَاسْتَبْقِ بعضَنَا *** حَنَانَيْك بعضُ الشَّرِّ أهونُ من بَعْضِ ولا يُسْتَعْمَلُ مُثَنى إلاَّ ف حَدِّ الإضافة. وهُو من المَصَادِر المُثَنَّاة التي لا يَظهرُ فِعلُها كـ "لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ" وكُلُّهَا مُلازِمَةٌ للإِضَافَةِ، ولا يَتَصَرَّفُ كما لم يتَصرَّف سُبْحَانَ اللَّه، وأشْباهُ ذلك. حَوَالَيْكَ: مُثَنى "حَوال"، وحَوَال جمع "حَوْل"، وحَوْل الشيء: جَانِبُهُ الذي يمْكِنه أنْ يَحُولَ إليه. والعَرَبُ يُريدُونَ بـ "حَوَالَيْك" الإحَاطَة من كِلِّ وجْه، ويَقْسِمون الجِهَاتِ التي تُحيطُ إلى جِهَتَين كما يقال: أَحَاطُول به من جَانِبَيْه، ومِثْلُه: "حَوْلَيْكَ" إلاَّ أنَّ هذا مُثَنَّى لمُفرَدٍ، وذاك مُثَنّىً لِجَمْعٍ وهو أبلغُ في الدَّلالةِ على الجَوَانِبِ كُلِّها. وكِلاهُما: ظَرْفُ مَكان أُعْرِبَ إعْرابَ المُثنى. حَيْثُ: وقد تُفْتَح الثَّاءُ كما في سِيبويه، وهو في المكانِ كـ "حِين" في الزَّمان، وقد يَرِدُ للزَّمان، والغالب كونه في محلِّ نصبٍ ظرفَ مَكان، نحو: "اجْلِسْ حيثُ يَنْتَهِي بكَ المَجْلِس" أو خَفْضٍ بـ "مِن" نحو: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ} (الآية "149" من سورة البقرة "2"). ويَقْبُح ابْتداءُ الاسمِ بَعْدَ "حَيثُ" إذا أَوْقَعْتَ الفِعلَ على شَيءٍ من سَبَبِهِ، - أي إذا كان في الفِعل ضَمِيرٌ يَعُودُ على الاسم - والنصبُ في الاسم هو القِياس تَقُولُ: "حَيْثُ زَيْدًا تَجِدُهُ فَأكْرمْ أهْلَه". ويَقْبُح - كما يقولُ سيبويه - إنِ ابْتَدَأْتَ الاسم بعد حيث إذا كان بعده الفعل، لَوْ قلت: "اجْلِسْ حيثُ زَيدٌ جَلَس" كانَ أقبحَ من قولك: اجْلِسْ حَيْثُ يَجْلس وحيثُ جَلَس. والرفع بعد "حَيْثُ" جَائِزٌ لأَنَّك قد تَبْتَدِئ الأسماءَ بَعْدَه فتقول: اجْلِسْ حيثُ عبدُ اللّه جَالِسٌ. وقد يُخفَضُ بالإِضَافَةِ، كقول زُهير بنِ أبي سُلْمَى: فَشَدَّ ولم يُفْزِعْ بُيُوتًا كَثِيرَةً *** لَدَى حيثُ أَلقَتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَم وقَدْ يَقَعُ مفعولًا به نحو: {اللَّهُ أعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (الآية "124" من سورة الأنعام "6"). وناصِبُها: "يَعْلم" مَحْذُوفًا مدلولًا عليه بأعْلَم، لا بأعلَم المذكورة، لأنَّ أفعل التَّفْضيل لا يَنْصِب المفعولَ به. ويَلْزَمُ "حيثُ" الإضَافَةُ إلى جملةٍ اسْمِيَّةً كانتْ أو فِعْليَّةً، وإضافتها للفِعْلِيَّة أكْثَر، فالاسمِيَّةُ نحو: "فِفْ حَيْثُ أَبُوكَ وَاقِفٌ" والفِعْلِيَّةُ مِثالُها الآية المُتَقَدِّمَة: {حيث يجعلُ رِسالَتَه}. ونَدَرتْ إضَافَتُهُ إلى المُفرَد كقولِ الشَّاعِر: وَنَطْعُنُهُم تَحْتَ الحَيَا بعدَ ضَربِهِم *** بِبِيضِ المَوَاضِي حَيْثُ لَيّ العَمَائِم ويُمكنُ أن يُخرَّجُ عليهِ قولُ الفقهاء "مِنْ حيثُ أنَّ كذا" وإذا اتَّصَلَتْ به "ما" الكافَّةُ ضُمِّنَتْ مَعْنى الشَّرْط وجَزَمَت الفعلين (=حيثما). حَيْثُما: لا يكونُ الجزاءُ في "حيث" بغير "ما" لأَنَّها ظَرْفٌ يُضَافُ إلى الأفْعال والأسماءِ، فإذا جئْتَ بـ "ما" مَنَعْتَ الإِضَافَة، وجَزَمَتْ فِعْلَيْن مثالها قولُ الشاعر: حَيْثُما تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ الله *** نَجَاحًا في غَابِرِ الأزمان وهي في محلِّ نَصْبٍ على الظَّرْفِيَّة المكانيَّة. (=جوازم المضارع 6). حَيْصَ بَيْصَ: يُقالُ "وَقَعُول في حَيْصَ بَيْصَ" أي في اخْتِلاطٍ وشِدَّةٍ وحَيْرَةٍ لا مَحِيصَ لَهُم عنه، ومنه قولُ سعيدٍ بنِ جُبَير "أَثْقَلْتُمْ ظَهْرَهُ، وجَعَلْتُم الأرْضَ عَلَيه حَيْصَ بَيْصَ" أي ضيَّقْتم عليه حتى لا مَضرِبَ لهُ في الأرضِ، وهو تَرْكيبٌ مَزجيٌّ مَبْني على فتحِ جُرْأيه في محلِّ جرٍّ بفي في المثل الأول؛ وفي قول سعيد بن جَبَير في محلٍّ نصبٍ على الحال، وفيها لغات أخرى، انظرها في القاموس المحيط. حِينَ: ظَرْفٌ مُبْهَم يَصْلُحُ لِجَمِيعِ الأزمَانِ طالَتْ أو قَصُرَتْ المدَّةُ: وجَمْعُها: أَحْيَان، وجَمْعُ الجمْعِ: أحَايِين وهُوَ مِمَّا يُضاف إلى الجُمَل (=الإِضافة 11). حَيَّ - حَيَّهَلا - حَيّهَل: كُلُّها أسماءُ أفعالٍ للأمر بمعنى: هَلُمَّ أو أَقْبِلْ وعَجِّلْ كقولِ المؤذِّن: "حَيَّ على الصَّلاة حَيَّ على الفلاح" والمعنى: هَلُمُّوا إلَيْها وتَعَالَوا مُسْرِعين وفي حَدِيث ابنِ مَسْعُود: "إذا ذُكرَ الصَّالِحُونَ فحيَّ هَلاَ (تكتب الكلمتان مفصولتين ومجموعتين بكلمة واحدة) بعُمَر" أي ابْدَأ به وعجِّل بذِكْرِهِ، وهما كَلِمَتَانِ جُعِلَتا كلمةً واحِدَة. ومُثلُها: "حَيَّهَلْ" وأصْلُهما: حَيَّ بِمَعْنى اعْجَلْ، وهَلاَ: حَثٌّ واستِعْجَال، فصارا كَلِمةً واحِدة وعليه قَوْلُ الشاعر: وهَيَّجَ الحّيَّ مِنْ دَارٍ فَظَلَّ لهم *** يومٌ كَثِيرٌ تَنَادِيه وحَيَّهَلُه
|